بحسب الأعمال فيأتي مثله في هذا و فيه أن الجنة موجودة الآن خلافا لم أنكر ذلك من المعتزلة * (تنبيه) * قول الكرماني لا يدخل أحد الجنة الا بعد موته مع قوله أن النبي صلى الله عليه و سلم دخلها ليلة المعراج و كان المعراج في اليقظة على الصحيح ظاهر هما التناقض و يمكن حمل النفي أن كان ثابتا على غير الأنبياء أو يخص في الدنيا بمن خرج عن عالم الدنيا و دخل في عالم الملكوت و هو قريب مما أجاب به السهيلي عن استعمال طست الذهب ليلة المعراج (قوله باب ما يكره من التشديد في العبادة) قال ابن بطال إنما يكره ذلك خشية الملال المفضى إلى ترك العبادة (قوله حدثنا عبد الوارث) هو ابن سعيد و الإسناد كله بصريون (قوله دخل النبي صلى الله عليه و سلم) زاد مسلم في روايته المسجد (قوله بين الساريتين) أي اللتين في جانب المسجد و كأنهما كانتا معهودتين للمخاطب لكن في رواية مسلم بين ساريتين بالتنكير (قوله قالوا هذا حبل لزينب) جزم كثير من الشراح تبعا للخطيب في مبهماته بأنها بنت جحش أم المؤمنين و لم أر ذلك في شئ من الطرق صريحا و وقع في شرح الشيخ سراج الدين بن الملقن أن ابن أبي شيبة رواه كذلك لكني لم أر في مسنده و مصنفه زيادة على قوله قالوا لزينب أخرجه عن إسماعيل بن علية عن عبد العزيز و كذا أخرجه مسلم عنه و أبو نعيم في المستخرج من طريقه و كذلك رواه أحمد في مسنده عن إسماعيل و أخرجه أبو داود عن شيخين له عن إسماعيل فقال عن أحدهما زينب و لم ينسبها و قال عن آخر حمنة بنت جحش فهذه قرينة في كون زينب هي بنت جحش و روى احمد من طريق حماد عن حميد عن أنس و ثلاثمائة حمنة بنت جحش أيضا فلعل نسبة الحبل إليهما باعتبار أنه ملك لإحداهما والأخرى المتعلقة به و قد تقدم في كتاب الحيض أن بنات جحش كانت كل واحدة منهن تدعي زينب فيما قيل فعلى هذا فالحبل لحمنة وأطلق عليها زينب باعتبار اسمها الآخر و وقع في صحيح ابن خزيمة من طريق شعبة عن عبد العزيز فقالوا لميمونة بنت الحارث و هي رواية شاذة و قيل يحتمل تعدد القصة و وهم من فسرها بجويرية بنت الحارث فإن لتلك قصه أخرى تقدمت في أوائل الكتاب و الله أعلم و زاد مسلم فقالوا لزينب تصلي (قوله فإذا فترت) بفتح المثناة أي كسلت عن القيام في الصلاة و وقع عند مسلم بالشك فإذا فترت أو كسلت (قوله فقال صلى الله عليه و سلم لا) يحتمل النفي أي لا يكون هذا الحبل أو لا يحمد و يحتمل النهي أي لا تفعلوه و سقطت هذه الكلمة في رواية مسلم (قوله نشاطه) بفتح النون أي مدة نشاطه (قوله فليقعد) يحتمل أن يكون أمرا بالقعود عن القيام فيستدل به على جواز افتتاح الصلاة قائما و القعود في أثنائها و قد تقدم نقل الخلاف فيه و يحتمل أن يكون أمرا بالقعود عن الصلاة أي بترك ما كان عزم عليه من التنفل و يمكن أن يستدل به على جواز قطع النافلة بعد الدخول فيه و قد تقدم في باب الوضوء من النوم في كتاب الطهارة حديث إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ و هو من حديث أنس أيضا و لعله طرف من هذه القصة و فيه حديث عائشة أيضا إذا نعس أحدكم و هو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم و فيه لئلا يستغفر فيسب نفسه و هو لا يشعر هذا أو معناه و يجئ من الاحتمال ما تقدم في حديث الباب و فيه الحث على الاقتصاد في العبادة و النهي عن التعمق فيها و الأمر بالاقبال عليها بنشاط و فيه إزالة المنكر باليد و اللسان و جواز تنفل النساء في المسجد و استدل به على كراهة التعلق في الحبل في الصلاة و سيأتي ما فيه في باب استعانة اليد في الصلاة بعد الفراغ من
(٣٠)