المطلوب وهو أن الإمامة مما لا ينالها من كان كافرا ظالما في الجملة وفي بعض أيام عمره فظهر أن الخرافة والجهالة إنما صدرت عن هذا الشيخ الخرف المبهوت الذي ينسج عليه أمورا واهية كنسج العنكبوت فمقصود الإمامية عنه يفوت ورابعا إن ما ذكره في العلاوة مردود بأن أكثر المفسرين من أهل السنة أيضا حملوا العهد على الإمامة وهو الظاهر أيضا من سوق الآية ومدار الاستدلال في النقليات على هذا ما لم يقم دليل آخر على خلافه يستدعي العدول عنه وإقامة الحجة على شطر من علماء مذهبكم كاف لنا في الإلزام بل يلزم الباقين التفصي عن مقتضاها لقوله عليه السلام " الكفر ملة واحده " على أنه يلزم من اشتراط العصمة والعدالة في النبي صلى الله عليه وآله في جميع أيام عمره اشتراطه في الإمام بطريق أولى لعدم تأييد الإمام بالوحي العاصم عن الخطاء وخامسا إن ما نسبه إلى الإمامية من اختراع اشتراط العصمة في الأئمة معارض بمثله فإن لهم أن يقولوا إن أهل السنة إنما اخترعوا نفي اشتراط عصمة الأئمة حفظا لحال مشايخهم الثلاثة الفاقدين للعصمة وبناء لصحة خلافتهم والله ولي العصمة 14 - الباب الأول في بيان كيفية خلافة الصديق والاستدلال على حقيقتها بالأدلة النقلية والعقلية وما يتبع ذلك وفيه فصول الفصل الأول في بيان كيفيتها روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به أن عمر خطب الناس مراجعة من الحج فقال في خطبته
(٥٥)