(ألف) من له كتاب وهم اليهود والنصارى، أما السامرة فقيل إنه من اليهود و الصابئون من النصارى، والأصل أنهم إن كانوا يخالفون القبيلتين في فروع الدين فهم منهم وإن خالفوهم في أصله فهم ملحدة لهم حكم الحربيين، ولا اعتبار بغير هذين كصحف إبراهيم وزبور داود عليهما السلام لأنها مواعظ لا أحكام فيها وليست معجزة، ومن انتقل إلى دين أهل الكتاب بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله لم يقبل منه ولم تثبت لأولادهم حرمة ولم يقروا عليه وإن
____________________
الفصل الثالث في الكفر قال قدس الله سره: أما السامرة (إلى قوله) فهم ملحدة لهم حكم الحربيين أقول: هذا فرع على جواز نكاح اليهودية والنصرانية للمسلم دواما اختيارا (فرعان) (ألف) السامرة (1): اختلفوا في نكاحها فأباحه بعضهم ونفاه آخرون وأصل القولين أن السامرة إن خالفوا اليهود في أصول دينهم حرم نكاحهن لأنهم كفار خرجوا عن اليهود والنصارى وإن وافقوهم في الأصول وخالفوهم في الفروع فهم منهم (ب) الصابئون (2) قال الشيخ أنهم غير النصارى لأنهم يعبدون الكواكب السبعة وهو الظاهر من كلام المفيد، وقال بعضهم أنهم قبيلة من النصارى ولهذا يقرون على دينهم، والحق أنهم إن خالفوهم في أصول دينهم لم يلحقوا بهم وإلا الحقوا (واعلم) أن الصابئين جمهورهم يقولون بوحدانية الصانع ومنهم من يجعل معه هيولي (3) في القدم صنع منها العالم فكان عندهم الأصل ويعتقدون في الفلك والكواكب الحياة والنطق وأنه المدبر في هذا العالم والدال عليه وعظموا الكواكب السبعة وعبدوها وسماهم بعضهم ملائكة وجعلها بعضهم آلهة وبنوا لها بيوتا للعبادات لعنهم الله وهؤلاء لا تحل مناكحتهم وإن قلنا بجوازه في اليهودية والنصرانية.