على ما لا يريد تعجيله من أخذ متاعه، فإن كان المكان لغيرهما فعليهما جميعا أن ينزع (1) كل واحد منهما ماله من مكان غيره وإلا فهو ظالم مانع حق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام) ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا قال سلمان لأبي الدرداء: (اعط كل ذي حق حقه فصدقه عليه السلام. وصوب قوله) فمن باع تمرا دون نواها فأخذ التمرة وتخليصها من النوى على المشترى لأنه مأمور بأخذ متاعه ونقله وترك النوى مكانه إن كان المكان للبائع فان أبى أجبر واستؤجر عليه من يزيل التمر عن النوى ولا يكلف البائع ذلك إلا أن يشاء لأنه لا يلزمه فتح ثمرة غيره ولا أن يعمل له فيه عملا فإن كان المكان للمشترى فان أراد المشترى قلع ثمرته فله ذلك ولا يترك غيره يؤثر له فيها أثر الا يريده فان أبى المشترى من ذلك فعلى البائع اخراج نواه ونقله على ألطف ما يمكن ولا شئ عليه، فان تعدى ضمن مقدار تعديه في إفساد الثمرة فإن كان المكان لهما فكما قلنا: أيهما أراد تعجيل أخذ متاعه فله أخذه فان أراد ذلك الذي له النوى كان له إخراج نواه بألطف ما يمكن إذ لابد له من ذلك ولا شئ عليه لأنه فعل مباحا له فان تعدى (2) ضمن فإن كان المكان لغيرهما أجبرا جميعا على العمل معا في تخليص كل واحد منهما ماله وهكذا القول في نافجة المسك.
والظروف دون ما فيها. والقشور دون ما فيها. والشمع دون العسل. والتين دون الحب.
وجلد الحيوان المذبوح أو المنحور. ولحمة الزيتون. والسمسم وكل ذي دهن، وأما من باع الأرض دون البذر. أو دون الزرع. أو دون الشجر. أو دون البناء فالحصاد على الذي له الزرع. والقلع على الذي له الشجر. والبناء والقطع أيضا عليه لان فرضا عليه إزالة ماله عن أرض غيره، ومن باع الحيوان دون اللبن أو دون الحمل فالحلب على الذي له اللبن ولابد وأجرة القابلة عليه أيضا لان واجبا عليه إزالة لبنه عن ضرع (3) حيوان غيره وليس على صاحب الحيوان الا امكانه من ذلك فقط لا خدمته في حلب لبنه، وكذلك على الذي له ملك الولد العمل في العون في أخذ مملوكه أو مملوكته من بطن أمة غيره بما أبيح له من ذلك، ومن باع سارية خشب أو حجر في بناء فعلى المشترى قلع ذلك بألطف ما يقدر عليه من التدعيم (4) لما حول السارية من البناء وهدم ما حواليها مما لابد له من هدمه ولا شئ عليه في ذلك لان له أخذ متاعه كما يقدر، ومن هو مأمور بشئ وبعمل في شئ فلا ضمان عليه لأنه بفعل ما يفعل من ذلك محسن وقد قال الله تعالى: (ما على المحسنين من سبيل إنما السبيل على الذي يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق) فان تعدى ضمن لما ذكرنا *