بالاستحالات والاستحالات متنوعة بحسب الحقائق كالماء يستحيل بخارا والملك يستحيل إنسانا بالصورة وكذلك التجلي فمن عرف ذلك عرف الأمر على ما هو عليه والولد على شبه أبيه فإن الولد إذا خرج على شبه أبيه برأ الأم مما يتطرق إليها من الاحتمال إذا لم يكن الشبه ومن هنا تعلم أنه لا خالق إلا الله وقد نبه الشارع بحديث الصورة الكاملة الإمامية وفيه علم نفي الأسباب بإثباتها وفيه علم الأمر الذي دعا المشرك إلى إثبات الشريك وفيه علم غيرة الحق على الرتبة الإلهية وفيه علم ما يقول المتعلم من العالم إذا سأله العالم بفتح اللام وفيه علم ما هو من القول حجة وما ليس بحجة فهل الحجة على الخصم عين القول خاصة أو ما يدل عليه القول أو في موطن يكون القول وفي موطن يكون ما يدل عليه القول فإذا كان القول يعجز السامع فهو عين الحجة وفيه علم الفضل بالعلم بين المخلوقين وأنه لا رتبة أشرف من رتبة العلم وفيه علم أن الملائكة كلهم علماء بالله ليس فيهم من يجعل بخلاف الناس ولذلك قال تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ثم قال في حق الناس وأولو العلم وما أطلق مثل ما أطلق الملائكة وهو علم التوحيد هنا لا علم الوجود فإن العالم كله عالم بالوجود لا بالتوحيد لا في الذات ولا في المرتبة وإن كان المشرك قد جعل له الرتبة العلياء مع الاشتراك في معنى الرتبة وفيه علم ما لا يمكن لمخلوق جحده وهو افتقار الممكن إلى المرجح وفيه علم ما يجوز نقضه من المواثيق والعهود وما لا يجوز وفيه علم ما يسبق إلى الوهم من تكذيب شخص من الناس يدعي أنه موجود من غير أب ولا أم عند من يؤمن بوجود آدم ع وينكره في حق شخص ما قد أشبهه في الصورة ولا يتوقف في تكذيبه ولا في رد ما قاله وجاء به وهو ممكن في نفس الأمر ويقر به من يقول بحدوث العالم وبقدمه وفيه علم ما تقيده الملائكة من العلم إذا دخلوا على أهل السعادة في منازلهم وفيه علم فصل الدنيا من الآخرة دار أو حياة وهما دار واحدة وحياة واحدة وفيه علم القلوب ولما ذا ترجع نسبة الكون إليها هل إلى علمها باستحالة ثبوتها على أمر واحد زمانين لما علمت أن خالقها إذا تذكرت وفكرت أنه كل يوم في شأن فتقطع عند ذلك أنها لا تبقي على حال واحد لأنها محل التصريف والتقليب وفيه علم العلم الجامع والمفصل للمضار والمنافع وهل الإنسان الجاهل يقاوم بقوته قوة كلام الله حتى لا يؤثر فيه أو قوته على نفسه أن يستر ما أثر فيه كلام الله فلم يقاوم إلا نفسه لا كلام الله وفيه علم انتظار الحق بإظهار الأمور ما حكم به علمه فيها من الترتيب في الإيجاد مع الجواز وكيف يجتمع المحال والإمكان في أمر واحد فيحكم عليه بأنه محال بالدليل العقلي ممكن بالدليل العقلي وأدلة العقول لا تتعارض إلا في هذا الموطن وفيه علم تلقين الحجة لإظهار الحق وهل للحاكم إذا علم صدق أحد الخصمين في دعواه ويعلم أنه يبطل حقه لجهله بتحرير الدعوى هل له أن يعلمه كيف يدعي حتى يثبت له الحق كما هو في نفس الأمر أو ليس له ذلك لا في حضور الخصم ولا في غيبته وهذا مع علم الحاكم بصاحب الحق وفيه علم حجج الرسل ع ليست عن نظر فكري وإنما هي عن تعليم إلهي وفيه علم ما حظ الرسول من الرسالة وفيه علم لا يعارض الحق الإلهي إلا الحق الإلهي فهو مقابلة المثلين لا مقابلة غير المثلين وإن ظهرت المعارضة من جانب المخلوق فما ظهر الحق إلا على لسان المخلوق فإن الله ما كلم عباده على رفع الحجاب لأنه يقول لا معقب لحكمه وقد وقع في الدنيا المعقب فلا بد أن يكون المعقب الله لا غيره فهو مثل النسخ في الشرائع هو الذي شرع وهو الذي رفع ما شرع بشرع آخر أنزله فالناسخ والمنسوخ من الله كذلك أمر العالم فيما جاء من الحق بالدلالة وفيما رد به ذلك الحق من غير دلالة فيعلم العالم بالله أنه من الحق فالحق يتلو بعضه بعضا فإن زمان دعوى الواحد ما هو زمان دعوى الآخر الراد له والمعارضة على الحقيقة إن لم يشتركا في الزمان فما هي معارضة فافهم وفيه علم إنزال الحق العالم بالشئ منزلة نفسه منه في ذلك العلم ولهذا تقول لا منزلة أشرف من العلم لأنه ينزلك منزلة الحق لقد خرت كل الطيب فيما لثمته وقد علم الأقوام من قد لثمته وإن الذي في الكون من كل طيب من العقل والإحساس فيما طعمته والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
(٤٤٨)