بفقده، وهو المجاهد الفذ، الذي لم يكن يدخر وسعا في الدفاع عن هذا الدين، واعلاء كلمة الله.
وما ذلك الا لان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليهتم بالبكاء على حمزة، ولا ليبكي هو (ص) عليه لمجرد دوافع عاطفية شخصية، أو لعلاقة رحمية ونسبية، وانما هو (ص) يحب في الله وفي الله فقط، تماما كما كان يبغض في الله، وفي الله فقط.
فهو (ص) يحزن على حمزة بمقدار ما كان حمزة مرتبطا بالله تعالى، وخسارته خسارة للاسلام. والا فكما كان حمزة عمه، فقد كان أبو لهب عمه أيضا، وعداوة أبي لهب للرسول لا تدانيها عداوة، فقد كان أبو لهب من أشد الناس عداوة للنبي (ص)، وأعظمهم ايذاء له. وموقفه (ص) من أبي لهب معروف ومشهور.
ولكننا نجد في المقابل موقفه (ص) من (سلمان) الذي كان (ص) يحب أن يقال له: (سلمان المحمدي) بدلا من: (الفارسي) (1). وقد قال (ص) في حقه: (سلمان منا أهل البيت) (2). قال أبو فراس الحمداني: