الحلة ييبس في الصيف الذي هو وقت الحاجة إلى السقي وانقطعت منه زراعة الأرز واقتصر أهله على زرع بعض الشعير ونحوه وكاد ييبس نخله فجلى أكثر أهله عنه وكادت الحلة تخرب فاهتمت لذلك الدولة العثمانية وانقطع عن خزينتها قسم كبير من الخراج لخراب المزارع فأرسلت المهندسين والبنائين وحشرت الأهلين لعمل سد عند بلد المسيب وجلبت الأحجار في السفن في الفرات من أرض الحديثة واجتهدت في السد بالأحجار والنورة حتى تم السد وجرى الماء إلى الحلة وعاد من نزح منها إليها فلما زاد الشط أيام الربيع نسف ذلك السد وعاد إلى أصله فاجتهدت في سده ثانيا بما هو أحكم وأتقن من الأول فوضعت في جانبيه الأخشاب العظيمة المجلوبة من الهند كصواري المراكب وأغرقت بينها السفن بما فيها من الأحجار وألقت الصخور العظيمة حتى تم السد وجعلت له منافذ للماء وعملت وليمة للأمراء والعساكر وجلسوا على السد يأكلون فبينا هم كذلك إذ انتسف السد بهم وما خلص من وقع إلا بالجهد فلما عجزت عن سده استدعت مهندس الري الانكليزي بمصر فحضر وبقي يدرس ذلك نحو سنتين حتى ظنت به الظنون وبعدها حفر حفرا في اليابسة قريبا من الشط حتى وصل إلى الماء ثم نزحه بالآلات الرافعة وبنى هناك سدا في اليابسة وجعل له منافذ وأحكم بناءه ما شاء وربطه بالحديد والرصاص وغيره وجعل لتلك المنافذ أبوابا من الحديد ترفع بالآلات متى أريد وتنزل ثم حفر أمام ذلك السد ووراءه حتى وصل إلى الشط وأجرى فيه الماء فاستقام ومشت فوقه سكة الحديد بعد الاحتلال الانكليزي وكان الإنكليز كانوا عالمين بأنهم سيحتلون العراق فاوصوه باحكام الصنعة ودفعت الدولة العثمانية الخرج وأخذه الإنكليز غنيمة باردة إذ لم تطل المدة على عمارة هذا السد حتى وقعت الحرب العامة واحتل الإنكليز العراق. وتشيع أهل الحلة مشهور معروف اه.
حمص قال ياقوت بالكسر ثم السكون والصاد مهملة بلد مشهور كبير مشهور بين دمشق وحلب في نصف الطريق، قال أهل السير بناها اليونانيون وزيتون فلسطين من غرسهم وبها قبر خالد بن الوليد وبعضهم يقول أنه مات بالمدينة ودفن بها وهو الأصح، ويقال أن هذا الذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية وهو الذي بنى القصر بحمص وآثار هذا القصر في غربي الطريق باقية، وبها قبر قنبر مولى علي بن أبي طالب ويقال أن قنبرا قتله الحجاج وقتل ابنه بالكوفة، وبها قبر لأولاد جعفر بن أبي طالب قال: ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص مع فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل أن أشد الناس الناس على علي بصفين مع معاوية كان أهل حمص فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة حتى أن في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النصيرية فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب اه ومن شيعتها ديك الجن الحمصي الشاعر المشهور. ثم أنه لم يبق في حمص شيعي من زمان قديم إلا النادر أو المستتر، وفي عصرنا هذا تشيع جماعة كثيرون منهم لأنفسهم بأنفسهم، نعم وجد حوالي حمص عدة قرى أهلها شيعة إمامية منها الغور بضم الغين والدلبوز وتل الأغر وغيرها وكان أهل البويضة من قرى حمص شيعة وبسبب الجور لم يبق بها شيعي وأهلها القدماء الذين هم في أعلى الجبل يعيرون إلى اليوم بالتشيع وهي على جبل أبيض ولذلك سميت البويضة وبعض القرى أخرج أهلها الشيعة منها في دولة العثمانيين قهرا وأسكن فيها بدلهم مهاجرة الجركس كما يوجد كذلك في قرى حماه منها قرية كبيرة تسمى الشيخ علي كيسون اغتصبها بعض وجهاء حماه فاجلى أهلها عنها وتشتتوا في البلاد.
الحويزة قال ياقوت: تصغير الحوزة وأصله من حازه يحوزه حوزا إذا حصله والمرة حوزة وهو موضع حازه دبيس بن عفيف الأسدي في أيام الطائع ونزل فيه بحلته وبنى فيه أبنية وليس بدبيس بن مزيد الذي بنى الحلة بالجامعين ولكنه من بني أسد أيضا وهذا الموضع بين واسط والبصرة وخوزستان في وسط البطائح وقال في البطيحة بالفتح ثم الكسر وجمعها بطائح وتبطح السيل إذا اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة غمرها الماء أيام كسرى ابرويز وطرد أهلها عنها ولما جاءت الدولة الاسلامية دخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل إليها الماء فبنوا فيها قرى وسكنها قوم وزرعوها الأرز وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه التي صارت لهم كالمعاقل الحصينة عن طاعة السلطان فلما انقضت دولة الديلم ثم السلجوقية جباها عمال بني العباس اه وصاحب مجالس المؤمنين في حكايته لعبارات ياقوت قال وفي أوائل أيام آل بويه استولى عليها جمع من الديالمة واستنتج من ذلك أن أهلها في الاسلام كانوا شيعة لأن بني أسد شيعة والديلم شيعة، مع أن الذي قاله ياقوت كما سمعت أن المستولين عليها أول ملك بني بويه هم جماعة من أهلها لا من الديلم. ثم قال في مجالس المؤمنين: ومن مخلصي السادات والعلوية في المائة التاسعة السيد محمد ابن السيد فلاح الموسوي الواسطي تلميذ الشيخ الأجل أحمد بن فهد الحلي الامامي قدس الله روحه وقد سكن بينهم وبمقتضى صفاء عقيدتهم أقاموه حاكما عليهم وهؤلاء الجماعة الآن يعرفون بال المشعشع ومن حسن سياستهم واستعدادهم للسلطنة استولوا على جميع ولاية خوزستان والجزائر وكثير من عراق العرب وفي ذلك الزمان انتشر مذهب الإمامية في سائر بلاد خوزستان وإلى الآن حكم أكثر تلك البلاد منوط بأولاد السيد محمد المذكور اه ولكن محمدا المذكور حكي عنه أنه ارتد عن الاسلام حتى ادعى الإلهية بمخاريق كان تعلمها حتى أفتى ابن فهد بقتله فلا وجه لوصفه بأنه من مخلصي السادات والعلوية نعم ذريته خرج منهم رجال عظام في الامارة والعلم والشعر والأدب وحكموا تلك البلاد قرونا كثيرة إلى أواخر دولة الصفوية وكانوا يعرفون بالموالي لتعبير رعيتهم عن أحدهم بالمولى كملوك مراكش.
حيدرآباد الدكن من مدن الهند العظيمة كثير من أهلها شيعة.
خ الخالدية في معجم البلدان: قرية من اعمال الموصل ينسب إليها أبو عثمان سعيد وأبو بكر محمد ابنا هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد الله بن عبد منبه بن يثربي بن عبد السلام بن خالد بن عبد منبه الخالديان الشاعران المشهوران كذا نسبها السري الرفا في شعره حيث يقول:
- ولقد حميت الشعر وهو بمعشر * رقم سوى الأسماء والألقاب - - وضربت عنه المدعين وانما * عن حوزة الآداب كان ضرابي - - فغدت نبيط الخالدية تدعي * شعري وترفل في حبير ثيابي - وقال أيضا:
- ومن عجب أن الغبيين ابرقا * مغيرين في أقطار شعري وارعدا -