للسلام سبعون حسنة تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد وقال البخيل من بخل بالسلام وقال ع من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجئ ما يحذر.
وقال ع كما عن أسرار الحكماء لياقون المستعصمي: لا تتكلف ما لا تطيق ولا تتعرض لما لا تدرك ولا تعتد بما لا تقدر عليه ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك له أهلا.
بعض ما ورد عنه ع من الدعاء اعلم أن الأدعية المأثورة عنه ع كثيرة وقد جمعها بعض العلماء في كتاب اسماه الصحيفة الحسينية ومن الأدعية البليغة المأثورة عنه ع دعاء يوم عرفة دعا به وهو واقف على قدميه في ميسرة الجبل تحت السماء رافعا يديه بحذاء وجهه خاشعا متذللا وهو دعاء طويل مشهور بين الشيعة يداومون على الدعاء به في الموقف.
وروي عن علي بن الحسين ع أنه قال لما صبحت الخيل الحسين ع رفع يديه وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة مني إليك عمن سواك ففرجته عني وكشفته فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة.
ما روى عنه من الشعر في كشف الغمة: اما شعر الحسين ع فقد ذكر الرواة له شعرا ووقع إلي شعر بخط الشيخ أبي عبد الله بن الخشاب النحوي وفيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى: أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين ع انما هو ما تمثل به وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانه وأماكنه ورويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمن بن نجبة الخزاعي وكان عارفا بأمر أهل البيت ع ومنهم المسيب بن رافع المخزومي وغيره رجال كثيرون ولقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع هذه الأبيات فقلت له اكتبها فقال لي ما أحسن رداءك هذا وكنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه فاكتبنيها وهي: قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي:
- ذهب الذين أحبهم * وبقيت فيمن لا أحبه - - فيمن أراه يسبني * ظهر المغيب ولا أسبه - - يبغي فسادي ما استطاع * وأمره مما اربه - - حنقا يدب إلى الضراء * وذاك مما لا أدبه - - ويرى ذباب الشر من * حولي يظن ولا يذبه - - وإذا خبا وغير الصدور * فلا يزال به يشبه - - أ فلا يعيج بعقله * أ فلا يثوب إليه لبه - - أ فلا يرى أن فعله * مما يسور إليه غبه - - حسبي بربي كافيا * ما اختشي والبغي حسبه - - ولقل من يبغي عليه * فما كفاه الله ربه - وقال ع اورده في كشف الغمة عن ابن الخشاب كما مر:
- الله يعلم أن ما * بيدي يزيد لغيره - - وبأنه لم يكتسبه * بخيره وبميره - - لو انصف النفس الخئون * لقصرت من سيره - - ولكان ذلك منه أدني * شره من خيره - وقوله ذكره ابن الصباغ في الفصول المهمة وعلي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة عن ابن الخشاب كما مر:
- إذا ما عضك الدهر * فلا تجنح إلى خلق - - ولا تسأل سوى الله * تعالى قاسم الرزق - - فلو عشت وطوفت * من الغرب إلى الشرق - - لما صادفت من يقد * ر ان يسعد أو يشقي - وقال ابن عساكر في التاريخ الكبير يقال إن هذه الأبيات للحسين ع وفي كتاب جواهر المطالب تاليف ابن البركات شمس الدين محمد الباغندي الشافعي كما في نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية أنشد أبو بكر بن حامد ورواه عن الحسين رضي الله عنه وأرضاه:
- أغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق - - واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله من رازق - - من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق - - أو ظن أن المال من كسبه * زلت به النعلان من حالق - قال الأعمش ومن كلامه أيضا وأورده في جواهر المطالب عن الأعمش:
- كلما زيد صاحب المال مالا * زيد في همه وفي الاشتغال - - قد عرفناك يا منغصة العيش * ويا دار كل فان وبالي - - ليس بصفو لزاهد طلب الزهد * إذا كان مثقلا بالعيال - وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن إسحاق بن إبراهيم قال بلغني ان الحسين ع زار مقابر الشهداء بالبقيع فقال:
- ناديت سكان القبور فاسكتوا * فأجابني عن صمتهم ترب الجثا - - قالت أ تدري ما صنعت بساكني * مزقت لحمهم وخرقت الكسا - - وحشيت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى بالقليل من القذا - - اما العظام فإنني مزقتها * حتى تباينت المفاصل والشوى - - قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا * فتركتها مما يطول بها البلى - وقال ع لما بلغه قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وقد تقدمت وأولها:
- لئن كانت الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل - وقال في زوجته الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية وابنته منها سكينة أورده أبو الفرج في الأغاني:
- لعمرك انني لأحب دارا * تكون بها سكينة والرباب - - أحبهما وابذل كل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب - وفي جواهر المطالب: مما أنشده الزبير بن بكار للحسين ع في زوجته الرباب بنت امرئ القيس: