افتخار حيي بان قتله على يد علي 6 عدم سلبه حييا حلته ووفاؤه بما وعده. وفي هذه الغزوة يقول الحاج هاشم الكعبي:
- وبني قريظة والنضير وسلعم * والواديين وخثعما وزبيدا - - مزقت جيب نفاقهم فتركتهم * أمما لعارية السيوف غمودا - سنة ست من الهجرة خبره في سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادي الآخرة سنة ست من الهجرة قال ابن الأثير سببها ان رفاعة بن زيد الجذامي قدم على النبي ص في هدنة الحديبية واسلم فكتب له كتابا إلى قومه يدعوهم إلى الاسلام فاسلموا واقبل دحية الكلبي من الشام فأغار عليه الهنيد بن عوض الجذامي وابنه عوض فبلغ ذلك قوم رفاعة ممن كان أسلم فنفروا إلى الهنيد وابنه واخذوا منهما ما اخذاه من دحية وردوه عليه فقدم دحية على النبي ص فأخبره خبره فأرسل زيد بن حارثة في جيش فقتلوا الهنيد وابنه وجمعوا ما وجدوا من مال فلما سمع بذلك رهط رفاعة سار بعضهم إلى زيد بن حارثة فقالوا انا قوم مسلمون فنادى زيد في الجيش ان الله حرم علينا ما اخذ من طريق القوم ثم توقف في تسليم السبايا فعادوا إلى رفاعة فقالوا انك لجالس ونساء جذام أسارى فسار رفاعة وقومه إلى المدينة وعرض كتاب رسول الله ص فأرسل معهم علي بن أبي طالب إلى زيد بن حارثة فرد على القوم مالهم حتى كانوا ينتزعون لبد المرأة تحت الرحل وأطلق الأسارى اه.
وابن الأثير ارخ هذه السرية كما سمعت في جمادي الآخرة سنة ست وقال إنها وقعت في هدنة الحديبية مع أن هدنة الحديبية كانت غرة ذي القعدة سنة ست فهي متأخرة عن هذه بنحو خمسة أشهر.
سرية علي ع إلى بني سعد بن بكر بفدك في شعبان سنة 6 من الهجرة ومر ذكر ذلك في السيرة النبوية في الجزء الثاني ومر هناك أن فدكا قرية بينها وبين المدينة ست ليال وانها الآن خراب وهي بنواحي خيبر وخيبر بين فدك والمدينة بلغ النبي ص أن حيا من بني سعد قد تجمعوا يريدون أن يمدوا يهود خيبر ويعطوهم مقابل ذلك من تمر خيبر وذلك قبل محاصرة النبي ص خيبر فان أهل خيبر لما رأوا ما جرى لقريظة وبني النضير لما نقضوا العهد خافوا فاتفقوا مع أهل فدك على ذلك فبعث النبي ص عليا من المدينة في مائة رجل فجعل يسير الليل ويكمن النهار حتى انتهى إلى الغمج (1) ماء بين فدك وخيبر فوجدوا رجلا فقالوا ما أنت قال باع أي طالب لشئ ضل مني فقالوا هل لك علم بجمع بني سعد قال لا علم لي فشددوا عليه فاقر أنه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهودها نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرها ما جعلوا لغيرهم قالوا له فأين القوم قال تركتهم قد تجمع منهم مائتا رجل قالوا فسر بنا حتى تدلنا عليهم قال على أن تؤمنوني فامنوه فجاء بهم إلى سرحهم فأغاروا عليه وهرب الرعاء إلى جمعهم فتفرقوا فقال دعوني فقال حتى نبلغ معسكرهم فانتهى بهم إليه فلم يروا أحدا فتركوه وساقوا النعم وكانت خمسمائة بعير وألفي شاة فاصطفى علي منها لرسول الله ص ناقة لقوحا تسمى الحفدة (2) وقسم الباقي على أصحابه كما في السيرة الحلبية وينبغي كون ذلك بعد إخراج خمسها. ثم كانت وقعة خيبر سنة سبع من الهجرة فلما فتحت خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله ص فصالحوه على النصف من فدك فكانت فدك لرسول الله ص خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. وفدك هذه هي التي تنازعت فيها الزهراء مع أبي بكر فاخذها أبو بكر بناء على أن الأنبياء لا تورث للرواية التي رواها نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة. وقالت الزهراء إن أباها نحلها إياها في حياته فهي ملك لها فلو سلم أن الأنبياء لا تورث فهذه ليست داخلة في الميراث فطلب منها البينة فأقامت بينة فقال إنها غير تامة لأنها من رجل وامرأة كما مر في الجزء الثاني في سيرة الزهراء ومر هناك كثير مما يتعلق بفدك. قال ابن الأثير: كان نصف فدك خالصا لرسول الله ص لأنه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب يصرف ما يأتيه منها على أبناء السبيل ولم يزل هو والخلفاء الأربعة يصنعون صنيعه بعد وفاته فلما ولي معاوية الخلافة أقطعها مروان بن الحكم فوهبها مروان ابنيه عبد الملك وعبد العزيز ثم صارت لعمر بن عبد العزيز وللوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان فلما ولي الوليد الخلافة وهب نصيبه عمر بن عبد العزيز فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خطب الناس وأعلمهم أمر فدك وأنه قد ردها إلى ما كانت عليه مع رسول الله ص والخلفاء الأربعة فوليها أولاد فاطمة ثم أخذت منهم فلما كانت سنة 210 ردها المأمون إليهم اه وفي هذا الكلام تناف بين فإنه إذا كان النبي ص يصرف حاصلها على أبناء السبيل والخلفاء الأربعة بعده يصنعون صنيعه فهم كانوا يصرفونه على أبناء السبيل فلما ذا وليها في زمن عمر بن عبد العزيز أبناء فاطمة ولما ذا ردها المأمون إليهم بعد ما أخذت منهم فهذا يدل على أنها في زمن الرسول ص كانت في يد فاطمة فلذلك ردها ابن عبد العزيز والمأمون إليهم ولو كان الرسول والخلفاء الأربعة يصرفون حاصلها على أبناء السبيل لكان ابن عبد العزيز والمأمون يفعلان بها كذلك والصواب أن الرسول ص نحلها فاطمة.
خبره في سرية قتل كعب بن الأشرف في شهر رمضان سنة ست من الهجرة.
ومرت في الجزء الثاني ومر أنه لما قتل أصبحت يهود مذعورين فاتوا النبي ص فقالوا قتل سيدنا غيلة فذكر لهم تحريضه عليه وأذيته للمسلمين فازدادوا خوفا ثم كتب بينه وبينهم صلحا قال ابن سعد في الطبقات وكان ذلك الكتاب مع علي بن أبي طالب.
خبره في غزوة الحديبية أو صلح الحديبية الحديبية بسكون الياء الأولى وتخفيف الثانية تصغير حدبة وكانت غرة ذي القعدة سنة ست من الهجرة ومرت مفصلة في الجزء الثاني ونذكر منها هنا ما له علاقة بسيرة علي ع وخرج النبي ص في ألف وأربعمائة أو ألف وستمائة أو ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين خرج يريد العمرة ولا يريد حربا ولم يخرج بسلام إلا السيوف في القرب قال المفيد في الارشاد وكان اللواء يومئذ إلى أمير المؤمنين علي ع كما كان إليه في المشاهد قبلها وأحرم من ذي الحليفة وساق هو وأصحابه سبعين بدنة وبلغ