ونقول: في هذا الخبر ما يوجب الريب في صحته أولا إن الأئمة ع يدعون هذا الأمر بالنص عليهم من الرسول ص على أبيهم يوم الغدير وكل واحد من بعده ولا يدعونه بالقرابة فقط ثانيا أن أبا طالب أخا عبد الله لأبيه وأمه والعباس أخوه لأبيه فعلي إن كان أبعد في الدرجة فهو أقرب بتعدد الوصلة ثالثا إن الأقربية المدعاة هي بالنسبة إلى بني العباس لا بالنسبة إلى علي وولديه بل تقديمه عليهما لفضله، ويرشد إلى أن المراد الأقربية من بني العباس أن الرشيد لما حج وزار قبر الرسول ص ومعه الإمام موسى بن جعفر الكاظم تقدم إلى القبر الشريف وقال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي افتخارا على من حوله فتقدم الكاظم فقال السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد وقال هذا الفخر يا أبا الحسن حقا، رواه الخطيب في تاريخ بغداد مسندا، وقال له الرشيد مرة لم جوزتم أن ينسبكم الناس إلى رسول الله وإنما أنتم بنو بنته والأم وعاء فقال يا أمير المؤمنين لو أن النبي ص نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله ولم لا أجيبه بل كنت افتخر على العرب وقريش بذلك فقال لكنه لا يخطب إلي ولا أزوجه فقال ولم فقال لأنه ولدني ولم يلدك فقال أحسنت. وما كان الإمام الرضا عاجزا عن أن يجيبه بمثل هذا الجواب وهو الذي أجابه في مشكلات المسائل العديدة.
وذكر (1) خروج محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى على المنصور ولم يذكر أن المنصور كان قد بايعه في دولة بني أمية مع أنه لا بد من ذكره لأنه السبب الأهم فكيف يبايع من بيعته في عنقه.
كلام محمد ثابت المصري في حق الشيعة ومن الافتراءات على الشيعة ما ذكره السائح المصري محمد ثابت المدرس الأول للعلوم الاجتماعية بمدرسة القبة الثانوية بمصر في كتابه جولة في ربوع الشرق الأدنى المطبوع بمصر الطبعة الثانية سنة 1354 ه 1936 م فان فيه بالنسبة إلى ما يتعلق بالشيعة من الأغلاط والاشتباهات العجيبة في بديهيات التاريخ والافتراءات ما كنت أربا به عن مثله وهو المدرس الأول للعلوم الاجتماعية بإحدى مدارس مصر الكبرى. وها أنا أنبه على هذه الأغلاط وأبين الصواب فيها ولا غرض لي في غيرها.
في النجف قال: بدت النجف وضاءة وسط البادية في رواء وبريق يراه المشاة من الحجاج محط آمالهم وموضع عقيدتهم وفخارهم وكثير منهم يقوم من بغداد على الأقدام وكم أجهد منهم الإعياء والجوع فماتوا في الطريق.
وأقول: يراه المشاة والركبان من الزوار محط آمالهم وموضع عقيدتهم وفخارهم من جميع المسلمين ولا غرو أن يروه كذلك وهو مرقد صنو الرسول وزوج البتول ومن قام الاسلام بسيفه ومن هو مجمع الفضائل والمناقب فحق له أن يكون محط الآمال وموضع العز والفخار لكل مسلم.
وتعبيره بالحجاج مناف لعرف الاسلام فالحج عند المسلمين إنما يكون لبيت الله الحرام، وغيره لا يسمى حجا وإنما يقصده الزوار كما يقصدون ضريح السيد أحمد البدوي والرفاعي وغيرهما في مصر. وضريح الشيخ عبد القادر والامام أبي حنيفة وغيرهما في بغداد. وضريح أمير المؤمنين علي أولى بالزيارة والقصد من كل مقصود.
ولم نسمع أن أحدا قام من بغداد على الأقدام لزيارة النجف ولا سمعه سامع ولا قاله قائل قبله فضلا عن أن يكون الكثير منهم كذلك.
وإذا كان قيام الكثيرين منهم من بغداد على الأقدام كذبا فلا واحد ولا كثير كان ما فرعه عليه من اجهاد الإعياء والجوع لهم وموتهم في الطريق كذبا واختلافا كأصله.
والذين يزورون النجف من البغداديين كانوا يزورونه ركبانا قبل السكة الحديدية والسيارات وفي العهد الذي جاء فيه إلى النجف هم يزورونه في القطار الحديدي والسيارات فزعمه هذا شئ صورته له المخيلة أو اختلقه بأدبه وأمانته أو أخبره به كاذب.
قال: وكيف لا يراها الأتقياء آمالهم وهي مقر أول خليفة للنبي ص.
وأقول: إن لم يكن أول خليفة وكان رابع الخلفاء فلا شك أنه أول من آمن بالرسول ص ونصره بسيفه ولسانه وشاركه في محنة وهاجر وجاهد أمامه بسيفه وكان النصر به وبجهاده في المواقف كلها وقاتل بعده الناكثين والقاسطين والمارقين وكان منه بمنزلة الصنو من الصنو والذراع من العضد وبمنزلة هارون من موسى وكان باب مدينة علمه وزوج ابنته سيدة النساء وأبا سبطيه ووصيه وأخاه عند المؤاخاة ونفسه في آية المباهلة وثاني أصحاب الكساء إلى ما يحصى من فضائله ومناقبه فلا غرو أن يكون محط الآمال لجميع أتقياء المسلمين.
قال وفي زعم بعضهم هي مقر من كان أحق بالرسالة من النبي نفسه.
وأقول: هذا البعض الذي أسند إليه هذا الزعم لا وجود له وإن إشاعة اخصامنا فانا نطالبهم ونقول لهم في أي كتاب وجدوه من كتبنا ومن أي شخص سمعوه منا فليأتوا به إن كانوا صادقين ولكننا نسألهم عن روايتهم: ما أبطا عني جبرائيل إلا ظننت أنه بعث إلى عمر، أ تستلزم شك النبي في نبوة نفسه وفي أنه خاتم النبيين أم لا؟!. وما حكم من شك في ذلك.
قال: وللقوم قصة يروونها عن نشاة النجف وذكر قصة تتضمن كيفية دفن أمير المؤمنين علي ع وإظهار الرشيد قبره ضمنها الحق والباطل لا حاجة بنا إلى نقلها.
وأقول: هؤلاء الذين عبر عنهم بلفظ القوم وما كان ينبغي له لم يقل علماؤهم ومؤرخوهم في دفن علي ع وظهور قبره أيام الرشيد إلا ما قاله سائر مؤرخي الاسلام من أنه دفن ليلا سرا خوفا من بني أمية ومن الخوارج ولم يكن يعرف قبره سوى أبنائه وأتباعهم ثم ظهر أيام الرشيد بكرامة وأول من بناه الرشيد. ودفنه ليلا سرا لا يشك فيه أحد حتى أن بعض أهل نحلة هذا الرجل ينكر معرفة قبره وبعضهم يقول أن المزور بظاهر الكوفة هو قبر المغيرة بن شعبة.
قال ص 105: وطائفة النقباء يقودون الزوار ويتكالبون على مصاحبتهم مقابل أجر يتقاضونه جبرا.
وأقول: طائفة النقباء في النجف كطائفة النقباء في أقطار الدنيا: