3 ما ذكره المفيد في الارشاد أنه رفع إليه خبر جارية حملت جارية على عاتقها عبثا ولعبا فقرصت أخرى الحاملة فقمصت لقرصتها فوقعت الراكبة فاندقت عنقها وهلكت فقضى على القارصة بثلث الدية وعلى القامصة بثلثها وأسقط الثالث الباقي لركوب الواقصة عبثا القامصة وبلغ ذلك رسول الله ص فأمضاه وشهد له بالصواب وحكاه ابن شهرآشوب في المناقب عن أبي عبيد في غريب الحديث وابن مهدي في نزهة الأبصار عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع وحكاه ابن الأثير في النهاية عن علي ع وأرسله الزمخشري في الفائق عن النبي ص واعترض عليه صاحب النهاية بأنه كلام علي. ولعل الزمخشري أسنده إلى النبي ص باعتبار أنه أمضاه.
4 ما ذكره المفيد وابن شهرآشوب بعد خبر القارصة والقامصة والواقصة وظاهرهما أنه باليمن في قوم وقع عليهم حائط فقتلهم وفيهم امرأة حرة لها ولد من حر ومملوكة لها ولد من مملوك فاقرع بينهما وحكم بالحرية لمن خرج عليه سهمها وبالرقية لمن خرج عليه سهمها ثم أعتقه وجعل مولاه مولاه وحكم في ميراثهما بالحكم في الحر ومولاه فامضى ذلك رسول الله ص.
5 ما عن كتاب قصص الأنبياء عن الصدوق بسنده عن الباقر ع أنه انفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا فقتله فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فأبطل علي ع دم الرجل وأمضاه النبي ص اه ملخصا أي أنه انفلت قهرا ولم يفلته صاحبه.
قضاياه في حياة الرسول ص في غير اليمن 6 ما رواه المفيد في الارشاد وإبراهيم بن هاشم في عجائب احكامه مرسلا ورواه ابن شهرآشوب في المناقب عن مصعب بن سلام عن الصادق ع أنه اختصم رجلان إلى النبي ص في بقرة قتلت حمارا فسال عنها أبا بكر وعمر فقالا بهيمة قتلت بهيمة لا شئ على ربها وقال علي بن أبي طالب إن كانت البقرة دخلت على الحمار في منامه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه وإن كان الحمار دخل على البقرة في منامها فقتلته فلا غرم على صاحبها فقال رسول الله ص لقد قضى بينكما علي بقضاء الله ثم قال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء وفي رواية الحمد لله الذي جعل منا من يقضي بقضاء النبيين. قال المفيد:
روى بعض العامة ان هذه القضية كانت منه بين الرجلين في اليمن وروى بعضهم حسبما قدمناه اه ويمكن تعدد الواقعة.
7 ما روي في المناقب أن رجلا أوطأ بعيره ادحي نعام فكسر بيضها فسال عليا فقال له عليك بكل بيضة جنين ناقة أو ضراب ناقة فذكر ذلك لرسول الله ص فقال قد قال علي بما سمعت ولكن هلم إلى الرخصة عليك بكل بيضة صوم يوم طعام مسكين اه أقول فاعل ذلك كان حاجا والنبي ص امضى فيه حكم علي ع ولكنه أفتى السائل بما هو رخصة وكانه علم أنه غير قادر.
خبره في سرية ذات السلاسل سنة تسع من الهجرة ويقال سرية ذات السلسلة ويقال سرية وادي الرمل ومر ذكرها مفصلا في الجزء الثاني ونعيده هنا وان لزم بعض التكرار اخباره ع متصلة متتالية بحسب السنين والسلاسل اسم ماء كما في مناقب ابن شهرآشوب وقيل سميت ذات السلاسل لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة وفي مجمع البيان سميت ذات السلاسل لأن المشركين ربطوا بعضهم بالسلاسل لئلا يفروا وقال المفيد سميت ذات السلاسل لأنه أسر منهم وقتل وسبى وشد أسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل.
وهذه السرية ذكرها المفيد في الارشاد وذكرها جماعة غيره كما ستعرف إلا أن المفيد ذكرها في موضعين مع أنها سرية واحدة أحدهما بعد غزوة قريظة وقبل غزوة بني المصطلق مع أن غزوة بني المصطلق قبل غزوة قريظة ولكنه عكس ترتيبهما وذكرها في هذا الموضع إنما يوجد في بعض النسخ دون بعض ثانيهما بعد غزوة زبيد التي كانت بعد الرجوع من تبوك وغزوة تبوك كانت سنة تسع من الهجرة وكيف كان فلا يحتمل من ذكرها بين غزوة قريظة وغزوة بني المصطلق اللتين كانتا سنة خمس انها كانت سنة خمس لأن فيها ذكر عمرو بن العاص وعمرو أسلم في صفر سنة ثمان وقيل بين الحديبية وكانت سنة ست وخيبر وكانت سنة سبع. قال المفيد في الموضع الأول: وقد كان أمير المؤمنين ع في غزوة وادي الرمل ويقال انها كانت تسمى بغزوة ذات السلسلة ما حفظه العلماء ودونه الفضلاء ونقله أصحاب الآثار ورواه نقلة الاخبار مما ينضاف إلى مناقبه في الغزوات ويماثل فضائله في الجهاد وما توحد به في معناه من كافة العباد وذلك أن أصحاب السير ذكروا أن النبي ص جاءه اعرابي فجثا بين يديه وقال جئت لأنصحك قال وما نصيحتك قال قوم من العرب قد عملوا على أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فامر أمير المؤمنين أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد اقبل عليكم يزعم أنه يبيتكم بالمدينة فمن للوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فناوله اللواء وضم إليه سبعمائة رجل وقال له امض على اسم الله فمضى فوافى القوم ضحوة فقالوا من الرجل قال أنا رسول لرسول الله اما أن تقولوا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أو لأضربنكم بالسيف فقالوا له ارجع إلى صاحبك فانا في جمع لا تقوم له فرجع الرجل فأخبر رسول الله ص بذلك فقال النبي ص من للوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فدفع إليه الراية ومضى ثم عاد لمثل ما عاد صاحبه الأول فقال رسول الله ص أين علي بن أبي طالب فقام أمير المؤمنين فقال أنا ذا يا رسول الله قال امض إلى الوادي فقال نعم وكانت له عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبي ص في وجه شديد فمضى إلى منزل فاطمة ع فالتمس العصابة منها فقالت أين تريد وأين بعثك أبي قال إلى وادي الرمل فبكت إشفاقا عليه فدخل النبي ص وهي على تلك الحال فقال لها ما لك تبكين أ تخافين أن يقتل بعلك كلا إن شاء الله فقال له علي لا تنفس علي بالجنة يا رسول الله ثم خرج ومعه لواء النبي ص فمضى حتى وافى القوم بسحر فأقام حتى أصبح ثم صلى بأصحابه الغداة وصفهم صفوفا واتكى على سيفه مقبلا على العدو فقال يا هؤلاء اني رسول رسول الله إليكم ان تقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والا أضربكم بالسيف قالوا له ارجع كما رجع صاحباك قال أنا لا ارجع لا والله حتى تسلموا أو أضربكم بسيفي هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب فاضطرب القوم لما عرفوه ثم اجترأوا على مواقعته فواقعهم وقتل منهم ستة أو سبعة وانهزم المشركون وظفر المسلمون وحازوا الغنائم وتوجه إلى النبي ص. فروي عن أم سلمة قالت كان نبي الله قائلا في بيتي إذ انتبه فزعا من