- وأسد الله وفيه مفخر * هذا بهذا وابن هند محجر - - مذبذب مطرد مؤخر - فاستقبله بسر قريبا من التل وهو مقنع في الحديد لا يعرف فناداه أبرز إلي أبا حسن فانحدر إليه علي على تؤدة غير مكترث به حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الأرض ومنع الدرع السنان ان يصل إليه فاتقاه بسر وقصد ان يكشف سوأته ليستدفع بأسه فانصرف عنه علي ع مستدبرا له فعرفه الأشتر حين سقط فقال يا أمير المؤمنين هذا بسر بن أرطأة عدو الله وعدوك فقال دعه عليه لعنة الله أ بعد ان فعلها فحمل ابن عم لبسر شاب على علي ع وهو يقول:
- أرديت بسرا والغلام ثائره * أرديت شيخا غاب عنه ناصره - فحمل عليه الأشتر وهو يقول:
- أ كل يوم رجل شيخ شاغره * وعورة وسط العجاج ظاهره - - تبرزها طعنة كف واتره * عمرو وبسر رميا بالفاقرة - وطعنه الأشتر فكسر صلبه وقام بسر من طعنة علي وولت خيله وناداه علي يا بسر معاوية كان أحق بهذا منك ورجع إلى معاوية فقال له معاوية ارفع طرفك قد أدال الله عمرا منك وقال في ذلك النضر بن الحارث وفي شرح النهج الحارث بن نضر الجشمي أو الخثعمي:
- أ في كل يوم فارس تندبونه * له عورة وسط العجاجة باديه - - يكف بها عنه علي سنانه * ويضحك منها في الخلاء معاوية - - بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه - - فقولا لعمرو وابن أرطأة ابصرا * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية - - ولا تحمدا الا الحيا وخصاكما * هما كانتا والله للنفس واقية - - فلولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهيه - - متى تلقيا الخيل المشيحة صبحة * وفيها علي فاتركا الخيل ناحية - - وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا * نحوركما ان التجارب كافيه - - وإن كان منه بعد في النفس حاجة * فعودا إلى ما شئتما هي ماهيه - وفي ذلك يقول المؤلف أيضا من قصيدة:
- لاقاه عمرو والأسنة شرع * لقيا الحمامة للعقاب الكاسر - - وتلاه بسر ثم ما نجاهما * منه سوى فعل الخسيس الغادر - - فثنى حياء عنهما وعفا ولم * يرهقهما فعل الكريم القادر - فكان بسر بعد ذلك إذا لقي الخيل التي فيها علي تنحى ناحية وتحامى، فرسان أهل الشام عليا.
واجتمع ليلة عند معاوية بصفين عتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر بن طلحة الطلحات فقال عتبة ان امرنا وأمر علي لعجيب ليس منا لا موتور له اما انا فقتل جدي واشترك في دم عمومتي يوم بدر واما أنت يا وليد فقتل أباك يوم بدر واما أنت يا عبد الله فقتل أباك يوم الجمل وايتم اخوتك واما أنت يا مروان فكما قال الأول:
- وافلتهن علباء جريضا * ولو أدركنه صفر الوطاب - قال معاوية هذا الاقرار فأين الغير قال مروان اي غير تريد قال أريد ان يشجر بالرماح قال والله انك لهازل أو قد ثقلنا عليك فقال الوليد بن عقبة:
- يقول لنا معاوية بن حرب * أ ما فيكم لواتركم طلوب - - يشد على أبي حسن علي * بأسمر لا تهجنه الكعوب - - فيهتك مجمع اللبات منه * ونقع الحرب مطرد يثوب - - فقلت له أ تلعب يا ابن هند * كأنك وسطنا رجل غريب - - أتغرينا بحية بطن واد * إذا نهشت فليس لها طبيب - - وما ضبع يدب ببطن واد * أتيح له به أسد مهيب - - بأضعف حيلة منا إذا ما * لقيناه وذا منا عجيب - - دعا للقاه في الهيجاء لاق * فأخطأ نفسه الاجل القريب - - سوى عمرو وقته خصيتاه * نجا ولقلبه منه وجيب - - كان القوم لما عاينوه * خلال النقع ليس لهم قلوب - - لعمر أبي معاوية بن حرب * وما ظني ستلحقه العيوب - - لقد ناداه في الهيجا علي * فاسمعه ولكن لا يجيب - فغضب عمرو وقال إن كان الوليد صادقا فليلق عليا أو ليقف حيث يسمع صوته وقال عمرو:
- يذكرني الوليد دعا علي * ونطق المرء يملؤه الوعيد - - متى تذكر مشاهده قريش * يطر من خوفه القلب الشديد - - فاما في اللقاء فأين منه * معاوية بن حرب والوليد - - وعيرني الوليد لقاء ليث * إذا ما شد هابته الأسود - - لقيت ولست أجهله عليا * وقد بلت من العلق اللبود - - فاطعنه ويطعنني خلاسا * وما ذا بعد طعنته أريد - - فرمها منه يا ابن أبي معيط * وأنت الفارس البطل النجيد - - فاقسم لو سمعت ندا علي * لطار القلب وانتفخ الوريد - - ولو لاقيته شقت جيوب * عليك ولطمت فيك الخدود - وروى الواقدي ان معاوية قال يوما بعد استقرار الخلافة له لعمرو بن العاص: يا أبا عبد الله لا أراك الا ويغلبني الضحك قال بما ذا قال أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين فأذريت نفسك فرقا من شبا سنانه وكشفت سوأتك له فقال عمرو انا منك أشد ضحكا اني لاذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك وغصصت بريقك وارتعدت فرائصك وبدا منك ما أكره ذكره لك فقال معاوية لم يكن هذا كله وكيف يكون ودوني عك والأشعرون قال إنك لتعلم ان الذي وصفت دون الذي أصابك وقد نزل ذلك بك ودونك عك والأشعرون فكيف كانت حالك لو جمعكما ماقط الحرب، قال يا أبا عبد الله خض بنا الهزل إلى الجد ان الجبن والفرار من علي لا عار على أحد فيهما.
مخادعة معاوية للأشعث ودعا معاوية أخاه عتبة بن أبي سفيان وكان لا يطاق لسانه فقال الق الأشعث بن قيس فإنه ان رضي رضيت العامة فلقيه فقال إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير علي للقيك انك رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل ولست كأصحابك اما الأشتر فقتل عثمان واما عدي فحرض عليه واما سعيد فقلد عليا دينه واما شريح وزحر بن قيس فلا يعرفان غير الهوى وانك حاميت عن أهل العراق تكرما وحاربت أهل الشام حمية وقد بلغنا والله منك وبلغت منا ما أردت وانا لا ندعوك إلى ترك علي ونصر معاوية ولكنا ندعوك إلى البقية التي فيها صلاحك وصلاحنا فقال الأشعث اما قولك ان معاوية لا يلقى الا عليا فان لقيني لما عظم عني ولا صغرت عنه فان أحب ان أجمع بينه وبين علي فعلت