وستين فأعطاها أم أيمن لمتاع البيت ودفع الباقي إلى أم سلمة فقال أبقيه عندك فكان مما اشتروه:
جهاز الزهراء ع عند زفافها قميص بسبعة دراهم وخمار بأربعة دراهم وقطيفة (1) سوداء خيبرية وسرير مزمل (2) بشريط (3) وفراشان من خيش (4) مصر حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من صوف الغنم وأربع مرافق (5) من أدم (6) الطائف حشوها أذخر (7) وستر رقيق من صوف وحصير هجري (8) ورحى لليد ومخضب (9) من نحاس وهو إناء تغسل فيه الثياب وسقاء (10) من أدم وقعب (11) للبن وشن (12) للماء ومطهرة (13) مزفتة وجرة خضراء وكيزان خزف ونطع (14) من أدم وعباءة قطوانية (15) وقربة ماء.
فلما عرض ذلك على رسول الله ص جعل يقلبه بيده ويقول بارك الله لأهل البيت وفي رواية أنه لما وضع بين يديه بكى ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف.
تجهيز علي ع عند زفاف فاطمة ع إليه وكان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين ونصب خشبة من حائط إلى حائط للثياب وبسط أهاب كبش ومخدة ليف وفي رواية ابن سعد عن بعض من حضر اهداء فاطمة من النساء قالت فدخلنا بيت علي فإذا أهاب شاة على دكان مصطبة ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح فلما كان بعد شهر أو تسعة وعشرين يوما قال جعفر (16) وعقيل أو عقيل وحده لعلي أ لا تسأل رسول الله ص أن يدخل عليك أهلك قال الحياء يمنعني قال أقسمت عليك إلا قمت معي فقاما فلقيا أم أيمن مولاة رسول الله ص فذكرا لها ذلك فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها وأعلمت نساء النبي ص فاجتمعن عند رسول الله ص وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله إنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله ص فقال خديجة وأين مثل خديجة صدقني حين كذبني الناس ووازرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها أن الله عز وجل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب قالت أم سلمة فديناك بآبائنا وأمهاتنا أنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة فدعا بعلي فدخل وهو مطرق حياء وقمن أزواجه فدخلن البيت فقال أ تحب أن أدخل عليك زوجتك فقال وهو مرق أجل فداك أبي وأمي فقال أدخلها عليك إن شاء الله ثم التفت إلى النساء فقال من هاهنا فقالت أم سلمة أنا أم سلمة وهذه زينب وهذه فلانة وفلانة فامرهن أن يزين فاطمة ويطيبنها ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة وأن يفرشن لها بيتا كان قد هياه علي ع بالأجرة وكان بعيدا عن بيت النبي ص قليلا فلما بنى بها حوله النبي ص إلى بيت قريب منه ففعلن النسوة ما أمرهن. وفي رواية كشف اليقين فعلقن عليها من حليهن وطيبنها. وفي مناقب ابن شهرآشوب عن أبي بكر بن مردويه فاتى الصحابة بالهدايا فامر بطحن البر وخبزه وأمر عليا بذبح البقر والغنم فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي ص أن ينادي على رأس داره أجيبوا رسول الله ص فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ورفعوا ما أرادوا ثم دعا رسول الله ص بالصحاف فملئت ووجه إلى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة فقال هذه لفاطمة وبعلها.
فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ص ببغلته الشهباء أو بناقته وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة اركبي فاركبها وأمر سلمان أن يقود بها ومشى ص خلفها ومعه حمزة وعقيل وبنو هاشم مشهرين سيوفهم ونساء النبي ص قدامها يرجزن وأمر بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن ما لا يرضي الله ونساء النبي ص قدامها يرجزن فأنشأت أم سلمة ترجز وتقول:
- سرن بعون الله جاراتي * واشكرنه في كل حالات - - واذكرن ما أنعم رب العلى * من كشف مكروه وآفات - - فقد هدانا بعد كفر وقد * أنعشنا رب السماوات - - وسرن مع خير نساء الورى * تفدى بعمات وخالات - - يا بنت من فضله ذو العلى * بالوحي منه والرسالات - ثم قالت عائشة:
- يا نسوة استرن بالمعاجر * واذكرن ما يحسن في المحاضر - - واذكرن رب الناس إذ يخصنا * بدينه مع كل عبد شاكر - - والحمد لله على أفضاله * والشكر لله العزيز القادر - - سرن بها فالله أعلى ذكرها * وخصها منه بطهر طاهر - ثم قالت حفصة:
- فاطمة خير نساء البشر * ومن لها وجه كوجه القمر - - فضلك الله على كل الورى * بفضل من خص بأي الزمر - - زوجك الله فتى فاضلا * أعني عليا خير من في الحضر - - فسرن جاراتي بها فإنها * كريمة عند عظيم الخطر - - ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ:
- أقول قولا فيه ما فيه * واذكر الخير وأبديه - - محمد خير بني آدم * ما فيه من كبر ولا تيه - - بفضله عرفنا رشدنا * فالله بالخير يجازيه - - ونحن مع بنت نبي الهدى * ذي شرف قد مكنت فيه - - في ذروة شامخة أصلها (17) * فما أرى شيئا يدانيه - - وكانت النسوة يرجعن أول ببيت من كل رجز ثم يكبرن ودخلن الدار ثم انفذ رسول الله ص إلى علي فدعاه واخذ بيد فاطمة فوضعها في يده وقال بارك الله لك في ابنة رسول الله ص.