في القدس عند المسجد الأقصى وعند مشهد النبي داود وفي بلد الخليل ع وفي المدينة المنورة عند قبر الرسول ص وعند قبر السيد أحمد البدوي بمصر حتى الذين عند الاهرام بمصر يطلبون الاكرام والأجر من الزوار.
قال: ويقول العلماء هناك أن المدافن عشرة آلاف لا تزيد ولا تنقص لأن سيدنا عليا يرسل ما زاد من الجثث بعيدا فلا يعرف أحد مقرها.
وأقول: هذه أيضا كذبة أخرى معطوفة على ما سبق ومعطوف عليها ما يأتي فمن هو من العلماء قال ذلك ولعله سمعه من بعض الكذابين أعداء الشيعة الذين يريدون عيبهم بكل شئ. وما يضره من هذه الخرافة فلعله لو مات بالنجف يكون زائدا على عشرة آلاف فيرسله سيدنا علي إلى مصر إلى القرافة فيدفن فيها.
قال: والمقابر تباع بأثمان هي من الموارد الرئيسية للحرم. وتختلف قيمتها حسب قدسية الموقع.
وأقول: رسوم الدفن في المشاهد في العراق من مبتدعات الدولة العثمانية تدخل صندوق الدولة ولا يصيب الحرم منها شئ فقوله هي من الموارد الرئيسية للحرم اشتباه والدفن بجوار الأنبياء والخلفاء والصلحاء مرغوب فيه عند جميع المسلمين وإلا لما عد دفن الشيخين بمكانهما منقبة.
قال ص 106: وكم من جثث كان تحملها السيارات وبعد الغسل والصلاة عليها تدفن وتظل كذلك حتى يتراءى لسيدنا علي أن يكشف عن مكنونها فتختفي ويدفن في مكانها غيرها.
وأقول: هذه أيضا كذبة معطوفة على ما سبق. ومن باب الفكاهة نقول: لا باس بذلك فهي كجنائز مشايخ الطرق التي يحملها الحاملون وتأبى أن تذهب وتقف في مكانها حتى يجئ شيخ آخر من مشايخ الطرق فيقنعها بضرورة الذهاب إلى القبر فتطيعه وتذهب أو يتراءى لها أن تطيع الحاملين وتذهب معهم كما يتراءى لسيدنا علي أن يكشف عن مكنونها فتختفي. أوليس من المصيبة أن تسطر الأوهام التي لا أساس لها في الكتب وتطبع وتنشر بقصد التشنيع على من هو برئ منها في مثل هذا الزمان الذي يزعمون أنه ترقى فيه الانسان.
قال: وفي النجف فئتان من الأهلين متباغضتان حزب السجورت وهم الفقراء وحزب الشمورت وهم الأغنياء والكلمتان من أصل تركي ولقد آثارهما الأتراك يوم أن كان حكمهم السني مبغضا لدى الشيعة هناك فلجأوا إلى سياسة الأحزاب والتفريق بينهم كما يفعل المحتلون اليوم لكن في مكر سئ ودهاء كبير كثيرا ما يقتتلون تحت إمرة مجتهديهم.
وأقول: في كلامه هذا عدة أغلاط بعضها لا قيمة له وبعضها لها قيمتها لكننا نذكرها كلها لنعلم أن جل كلامه عن الشيعة مبني على الغلط أولا الفئتان المتباغضتان يسميان الزقرت والشمرت لا ما ذكره ثانيا يغلب الفقر والغنى إن كان بعكس ما ذكره ثالثا كون الكلمتين من أصل تركي لا مستند له رابعا كون الأتراك أثاروهما ليس بصواب بل أثارهما قتل رجل شريف في قصة معروفة ليس هذا موضع شرحها.
والأتراك كانوا عاجزين عن إخماد ثوراتهم أو متهاونين على عادتهم في سوء الإدارة. خامسا الشيعة لا يبغضون حكم من تسمى بالسني إن كان عادلا وقد قاتلوا معهم جنبا لجنب في العراق ضد الأجنبي في الحرب العامة سادسا قوله كثيرا ما يقتتلون تحت إمرة مجتهديهم ليس بصواب فقتال هؤلاء لم يكن مما يرضى به الله. ومجتهدو الشيعة أبر واتقى وأورع من أن يرضوا بذلك أو أن يكون تحت إمرتهم، وكانت الدولة كثيرا ما تعجز عن ردعهم فكيف بالمجتهدين.
قال: ويلي المجتهدين في النفود طبقة الكلدار وبيدهم ثروة الحرم وهي لا تقدر وكلها من فيض إحسان الزائرين حتى قيل أن الصندوق لما فتح عقيب زيارة نصر الدين شاة كان وزن الذهب والفضة سبعة أطنان إلى ذلك مصباح نحت في زمردة واحدة وماثله شمعدان للشمع من ذهب ترصعها اليواقيت وبساط تزينه اللآلئ وقد أمر أن تكسى القباب والمآذن من ظاهرها بالذهب الخالص. وأقول: في هذا الكلام أيضا عدة أغلاط. فالكليتدار شخص واحد وليس طبقة من الطبقات وهي كلمة فارسية معناها من بيده المفاتيح لأن كليت بالفارسية معناه المفتاح وقد حرفه بكلدار، والحرم له خزانة خاصة فيها أنواع التحف والجواهر وهي من موقوفات ملوك الاسلام على تطاول الأيام ومن الموقوفات شمعدانان من فضة ملبسان بالذهب من وقف السلطان عبد العزيز العثماني وليست من فيض إحسان الزائرين كما زعم وليست للحرم ثروة غير ذلك. وكون وزن الذهب والفضة كان سبعة أطنان عقيب زيارة ناصر الدين شاة من المبالغات الخارجة عن حد العقل كان يجب أن لا تذكر في كتاب لسائح يجب عليه تحري الحقائق. ذكرناه لتعلم أن كتابه مبني على الأوهام لا الحقائق. وأبدل ناصر الدين بنصر الدين هنا وفي جميع المواضع وهو اسم ملك معاصر تولى الملك نحو ستين سنة فلم يحقق اسمه فكيف بغيره. ولا ندري كيف يكون المصباح منحوتا في زمردة واحدة. والذي أمر أن تكسى القباب والمآذن من ظاهرها بالذهب الخالص هو نادر شاة لا ناصر الدين شاة. فمن أغلاطه في هذه الأمور الواضحة يتضح لك حال أغلاطه في الأمور المذهبية فيما مر ويأتي التي يساعد عليها التقليد والهوى. ومما عجبنا له في كلامه أنه كلما ذكر نهر الزاب الذي بالموصل ذكره بالذال المعجمة مع أنه بالزاي.
ثم ذكر السراديب في النجف وقال وهم يختبئون فيها من وهج الصيف ويدبرون فيها ثوراتهم ويكتمون أسرارهم.
قد غلط فالسراديب ليست إلا لاتقاء حر الصيف أما تدبير الثورات فلا يحتاج إلى سراديب والأسرار تكتم في الصدور لا في السراديب.
قال ص 107: وقد خيل إلي أن أهل النجف كلهم من العلماء يسيرون وحول طرابيشهم العمامة الخضراء ويعيشون عالة على أموال الصدقات والحجاج.
وأقول: العلماء لا يلبسون الطرابيش والذين حول طرابيشهم العمامة الخضراء هم الأشراف من غير العلماء. والعلماء وطلبة العلم لا