يستعمل للتشفي والانتقام وإذا هاجت هائجة العصبية لم يتوقف في إطلاقه على كل شيعي وقد أدى حب الانتقام إلى اختلاق الروايات في ذلك عن صاحب الرسالة ص في حق محبي أهل بيته ومواليهم الذين أكد الوصاية بهم وجعلهم أحد الثقلين الذين لا يضل المتمسك بهما. وشاع في جملة من المؤلفات أن أصل هذا اللقب من عهد زيد بن علي بن الحسين ع لما سئل عن الشيخين بالكوفة فقال هما صاحبا جدي وضجيعاه في قبره أو ما يشبه ذلك فرفضوه فسموا بذلك ولا يبعد أن يكون هذا من المختلقات فلم يذكره أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبين عند ذكره مقتل زيد واحاطته غير منكورة وجماعة غيره لم يذكروه عند ذكر واقعة زيد ومقتله ولم يذكروا ان جماعة من أهل الكوفة تركوه لذلك بل ذكروا انه بايعه منهم جمهور كبير ثم خذلوه على عادتهم في الخذلان لجده أمير المؤمنين وعم أبيه الحسن وجده الحسين ع. وفي كتاب بشارات الشيعة: ما أحسن ما ذكره الثعلبي باسناده قال أنشدني أحمد بن إبراهيم الجرجاني قال أنشدني منصور الفقيه لنفسه:
إن كان حبي خمسة * زكت بهم فرائضي وبغض من عاداهم * رفضا فاني رافضي وأحسن منه ما نقل عن الإمام الشافعي رض حيث يقول:
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كمرفض الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي اه وللامام الشافعي أيضا كما عن كتاب الجوهر اللماع:
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه وفاطمة الزكية فاجرى بعضهم ذكرا سواهم * فأيقن انه لسلفلقية إذا ذكروا عليا أو بنيه * تشاغل بالروايات العلية وقال تجاوزوا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضية برئت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية على آل الرسول صلاة ربي * ولعنته لتلك الجاهلية اه وقال العبدي شاعر آل محمد ص من قصيدة:
لقبت بالرفض لما ان منحتكم * ودي وأفضل ما أدعى به لقبي قال المرزباني كما في قطعة مخطوطة عندنا منتخبة من بعض مؤلفاته خاصة بشعراء الشيعة: لما ولي الرشيد رفع إليه في السيد الحميري أنه رافضي فقال إن كان الرافضي هو الذي يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما اعتذر منه ولا أزول عنه وإن كان غير ذلك فما أقول به وأنشد:
شجاك الحي إذ بانوا * فدمع العين هتان كأني يوم زموا العيس * للرحلة نشوان وفوق العيس إذا ولوا * بها حور وغزلان إذا ما قمن فالاعجاز * في التشبيه كثبان وما جاوز للأعلى * فأقمار وأغصان إلى أن قال:
علي وأبو ذر * ومقداد وسلمان وعمار وعباس * وعبد الله اخوان دعوا فاستودعوا علما * فادوه وما خانوا أدين الله ذا العز * ة بالدين الذي دانوا وما يجحد ما قد قلت * في السبطين انسان وإن أنكر ذو النصب * فعندي فيه عرفان وإن عدوه لي ذنبا * وحال الوصل هجران فلا كان لهذا الذنب * عند القوم غفران وكم عدت اساءات * لقوم وهي إحسان وسري فيه يا داعي * دين الله اعلان فحبي لك إيمان * وميلي عنك كفران فعد القوم ذا رفضا * فلا عدوا ولا كانوا وحكى المرزباني أيضا في القطعة المذكورة عن شريك بن عبد الله القاضي قال سعي بي إلى المهدي باني رافضي إلى أن قال فقلت إن كان الرافضي من أحب رسول الله وعليا وفاطمة والحسن والحسين ع فانا أشهد بان أمير المؤمنين رافضي أفتبغضهم أنت قال معاذ الله اه.
الجعفرية اشتهر به في هذا العصر أصحابنا الإمامية الاثنا عشرية باعتبار أن مذهبهم في الفروع هو مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق ع ونسب مذهبهم في الفروع إليه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنه وإن كان اخذهم عن أئمة أهل البيت الاثني عشر بالسواء لكن لما كانت الروايات عنه في فروع الفقه أكثر منها عن غيره بكثير لكون عصره في آخر عصر الدولة الأموية عندما بدأت بالضعف وأول عصر الدولة العباسية التي لم يكن قد بدأ فيها التعصب الشديد لكونها دولة هاشمية في أول نشأتها فكان للأئمة من أهل البيت يومئذ شئ من الحرية وعدم الخوف فاخذوا في نشر مذهبهم الذي تلقوه عن جدهم الرسول ص وكثرت الرواة عنهم فيه، أما في عصر المنصور والرشيد ومن ضارعهما من جبابرة ملوكهم فقل الرواة عنهم لمكان الضغط والخوف الشديدين كما في عصر الدولة الأموية ابان قوتها بل أشد، وقال لي عالم من علماء المغاربة بدمشق ينسب إلى الحسن السبط ع : أنا لو علمت مذهب الإمام جعفر الصادق لما عدوته ولكن لا سبيل لي إلى العلم به لأن الشيعة يكذبون في نسبة مذهبهم إليه، فقلت له من المحقق ان مذهب كل شخص يعلم من أتباعه ويؤخذ منهم فكيف علمنا مذهب الرسول ص مما اتفق عليه المسلمون وعلمنا مذهب الامام أبي حنيفة ما نقله الحنفية عنه ومذهب الإمام الشافعي مما حكاه الشافعية عنه ولم نعلم مذهب الإمام جعفر مما رواه شيعته وأتباعه عنه فقال لا بد من حكم خارج عن الفريقين فقلت إذا نحكم عالما من أهل الذمة فقال كيف تقول هذا فقلت أنت تقوله فانقطع وسكت.
الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على أنفسهم مقابل العامة الذين يسمون بأهل السنة لأن أصحابنا يرون أنفسهم أحق من اخذ بالسنة ولأنهم فرقة خاصة بين عموم فرق المسلمين المتكثرة.
تنبيه هام يوجد في كتب الملل والنحل من تاليف غير الشيعة وفيما ذكره المقريزي في خططه عند ذكر الفرق واختلاف عقائدها أسماء لمسميات