- خير الفروع فروعهم * وأصولهم خير الأصول - - ركبوا إلى العز المنون * وجانبوا عيش الذليل - - أو ما سمعت ابن البتولة * لو دريت ابن البتول - - إذ قادها شعث النواصي * عاقدات للذيول - - يطوي بها متن الوعور * معارضا طي السهول - - متنكب الورد الذميم * مجانب المرعى الوبيل - - طلاب مجد بالحسام * العضب والرمح الطويل - - لف الرجال بمثلها * وثنى الخيول على الخيول - - وأباحها عضب الشبا * لا بالكهام ولا الكليل - - خلط البراعة بالشجاعة * فالصليل عن الدليل - - للسانه وسنانه * صدقان من طعن وقيل - - ذات الفقار بكفه * وبكتفه ذات الفضول - - قل الصحابة غير أن * قليلهم غير القليل - - من كل أبيض واضح * الحسبين معدوم المثيل - - يمشون في ظلل القنا * ميل المعاطف غير ميل - - يا ابن الذين توارثوا ال * - عليا قبيلا عن قبيل - - والسابقين بمجدهم * في كل جيل كل جيل - - ان تمس منكسر اللوا * ملقى على وجه الرمول - - فلقد قتلت مهذبا * من كل عيب في القتيل - - جم المناقب لم تكن * تعطي العدا كف الذليل - - كلا ولا أقررت * اقرار العبيد على الخمول - - يهدى لك الذكر الجميل * على الزمان المستطيل - - يا طف طاف على مقا * مك كل هتان هطول - وقال الحاج هاشم أيضا من قصيدة:
- جزى الله قوما أحسنوا الصبر، والبلا * مقيم وداعي الموت يدعو ويخطب - - إذ الصارم الهندي خلى سبيله * وحاد عن القصد السنان المذرب - - وقامت تحامي دونه هاشمية * تحن إلى وصل المنايا وتطرب - - أتوا في العلى ما ليس يدرى فأغربت * معاني الثنا في مجدهم حيث أغربوا - - ترى الطير في آثارهم طالب القرى * متى ضمهم في حومة الحرب موكب - - أبادوهم قتلا وأسرا ومثلة * كان رسول الله ليس لهم أب - - ففي كل نجد في البلاد وحاجر * لهم قمر يهوي وشمس تغيب - - بني الوحي يا كهف الطريد ومن بهم * يلوذ فينجو الخائف المترقب - - منازلكم للنازلين مرابع * يريف بها عاف ويخصب مجدب - وقال الحاج هاشم أيضا من قصيدة:
- وأقام معدوم النظير فريد بيت * المجد معدوم النصير فريدا يلقى القفار صواهلا ومناصلا * ويرى النهار قساطلا وبنودا - - ساموه ان يرد الهوان أو المية * والمسود لا يكون مسودا - - فثوى بمستن النزال مقطع ال * أوصال مشكور الفعال حميدا - وقال أيضا من قصيدة:
- سبقوا الأنام فضائلا وفواضلا * ومأثرا ومفاخرا وسدادا - - ومراتبا ومناقبا ومساعيا * ومعاليا وجلادة وجلادا - ورثاه من شعراء الشيعة المتأخرين من أهل القرن الثاني عشر الشيخ عبد الحسين الأعسم النجفي بقصائد على عدد حروف المعجم أجاد فيها ما شاء وكلها في الدر النضيد.
وللفقير مؤلف هذا الكتاب عدة قصائد مودعة في الدر النضيد يرجو ناظمها من كرمه تعالى ان يكون معدودا من ناصري أهل البيت ع بلسانه ان لم يستطع نصرهم بيده.
مدفن رأس الحسين ع اختلف فيه على أقوال ذكرناها في لواعج الاشجان: الأول انه عند أبيه أمير المؤمنين ع بالنجف معه إلى جهة رأسه الشريف ذهب إليه بعض علماء الشيعة استنادا إلى أخبار وردت بذلك في الكافي والتهذيب وغيرهما من طرق الشيعة عن الأئمة ع، وفي بعضها ان الصادق ع قال لولده إسماعيل أنه لما حمل إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين ع ويؤيده ورود زيارة للحسين من عند رأس أمير المؤمنين ع عن أئمة أهل البيت الثاني أنه مدفون مع جسده الشريف، وفي البحار أنه المشهور بين علمائنا الامامية رده علي بن الحسين ع، وفي الملهوف أنه أعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه اه. واعتمده هو أيضا في كتاب الاقبال، وقال ابن نما الذي عليه المعول من الأقوال أنه أعيد إلى الجسد بعد أن طيف به في البلاد ودفن معه اه. وعن المرتضى في بعض مسائله أنه رد إلى بدنه بكربلاء من الشام، وقال الشيخ الطوسي ومنه زيارة الأربعين. وقال سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص أشهر الأقوال ان يزيد رده إلى المدينة مع السبايا ثم رد إلى الجسد بكربلاء فدفن معه قاله هشام وغيره اه الثالث أنه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين ع رواه في الكافي بسنده عن الصادق ع الرابع أنه دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه فاطمة ع وان يزيد أرسله إلى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فدفن عند أمه الزهراء ع وأن مروان بن الحكم كان يومئذ بالمدينة فاخذه وتركه بين يديه وقال:
- يا حبذا بردك في اليدين * ولونك الأحمر في الخدين - والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان. حكاه سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات. وفي كتاب جواهر المطالب لأبي البركات شمس الدين محمد الباغندي الشافعي كما في نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية عند ذكر أحوال الحسين ع: وأما رأسه فالمشهور بين أهل التاريخ والسير أنه بعثه ابن زياد الفاسق إلى يزيد بن معاوية وبعث به يزيد إلى عمرو بن سعيد الأشدق لطيم الشيطان وهو إذ ذاك بالمدينة فنصبه ودفن عند امه بالبقيع الخامس إنه بدمشق قال سبط ابن الجوزي حكى ابن أبي الدنيا قال وجد رأس الحسين ع في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكر البلاذري في تاريخه قال هو بدمشق في دار الامارة وكذا ذكر الواقدي أيضا اه وفي جواهر المطالب ذكر ابن أبي الدنيا أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد حتى هلك فاخذ ثم غسل وكفن ودفن داخل باب الفراديس بمدينة دمشق اه ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال وجدت رأس الحسين ع في خزانة يزيد بن معاوية فكسوته خمسة أثواب من الديباج وصليت عليه في جماعة من أصحابي وقبرته