لخمس خلون منه سنة خمسين من الهجرة أو خمس وأربعين أو تسع وأربعين أو إحدى وخمسين أو أربع وأربعين أو سبع وأربعين أو ثمان وخمسين وله سبع وأربعون سنة أو ست وأربعون وأربعة أشهر وثلاثة عشرة يوما وقيل غير ذلك ووقع هنا اشتباهات من أعاظم العلماء مثل الكليني والمفيد والطبرسي بيناها في الجزء الخامس من المجالس السنية، وقبض رسول الله ص وله سبع سنين وستة أشهر وقيل ثمان سنين وقام بالامر بعد أبيه وله سبع وثلاثون سنة وأقام إلى أن صالح معاوية ستة أشهر وخمسة أيام أو ثلاثة أيام على الخلاف في وفاة أمير المؤمنين ع أنها ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين من شهر رمضان وقيل غير ذلك كما تقدم وبقي بعد الصلح تسع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشرة يوما وقيل غير ذلك والله أعلم.
كتابة العلم عن السيوطي في تدريب الراوي أنه كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم فكرهها كثير منهم وأباحها طائفة وفعلوها منهم علي وابنه الحسن اه ولا شك في أنه لولا كتابة العلم لضاع العلم فهي منقبة لعلي وولده ع.
كلام له ع في التوحيد روى الصدوق في كتاب التوحيد أنه جاء رجل إلى الحسن ع فقال له يا ابن رسول الله صف لي ربك كأني أنظر إليه فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه ولا قبل مدرك ولا بعد محدود ولا أمد بحتي ولا شخص فيتجزى ولا اختلاف صفة فيتناهى ولا تدرك العقول وأوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته فتقول متى ولا بدئ مما ولا ظاهر على ما ولا باطن فيما ولا تارك فهلا خلق الخلق فكان بديا بديئا ابتدأ ما ابتدع وابتدع ما ابتدأ وفعل ما أراد وأراد ما استزاد ذلكم الله رب العالمين.
المأثور عنه ع في الحكم والآداب والمواعظ ونحوها قال له جنادة بن أبي أمية في مرضه الذي توفي فيه: عظني يا ابن رسول الله قال نعم استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول اجلك واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك واعلم أن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فإن كان حلالا كنت قد زهدت فيها وإن كان حراما لم يكن في وزر فأخذت منه كما أخذت من الميتة وإن كان العتاب فالعتاب يسير واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وإذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا خدمته صانك وإذا أردت معونة أعانك وإن قلت صدق قولك وإن صلت شد صولك وإن مددت يدك بفضل مدها وان بدت منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتداك وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك من لا تأتيك منه البوائق ولا تختلف عليك منه الطرائف ولا يخذلك عند الحقائق وإن تنازعتما منقسما آثرك.
شئ من حكمه القصيرة منقول من تحف العقول قال ع: ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم، اللؤم أن لا تشكر النعمة، وقال لبعض ولده: يا بني لا تؤاخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره، القريب من قربته المودة وان بعد نسبه والبعيد من باعدته المودة وان قرب نسبه، الخير الذي لا شر فيه الشكر مع النعمة والصبر على النازلة، العار أهون من النار، وقال في وصف أخ صالح كان له: كان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان لا يشتكي ولا يسخط ولا يتبرم كان أكثر دهره صامتا فإذا قال بذ القائلين كان إذا جالس العلماء على أن يستمع احرص منه على أن يقول كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت كان لا يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول كان إذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه كان لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله، وقيل له فيك عظمة فقال بل في عزة الله تعالى: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وسئل عن المروءة فقال شح الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق. وسأله رجل أن يجالسه فقال إياك أن تمدحني فانا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب أو تغتاب عندي أحدا فقال له الرجل ائذن لي في الانصراف قال نعم إذا شئت، ومر ع في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم فقال إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون وأيم الله كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول باحسانه والمسئ مشغول باساءته ثم مضى، ومن الفصول المهمة: هلاك المرء في ثلاث الكبر والحرص والحسد فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس والحرص عدو النفس وبه خرج آدم من الجنة والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل. ومن كشف الغمة: لا أدب لمن لا عقل له ولا مروءة لمن لا همة له ولا حياء لمن لا دين له ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الداران جميعا ومن حرم العقل حرمهما جميعا. لا تأت رجلا إلا أن ترجو نواله أو تخاف يده أو تستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه أو تصل رحما بينك وبينه. ما رأيت ظالما بمظلوم من حاسد. وقال ع: يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله تكن غنيا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا أنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا أصبح جمعهم بورا وعملهم غرورا ومساكنهم قبورا يا ابن آدم لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع، وقال ع: ما فتح الله عز وجل على أحد باب مسالة فخزن عنه باب الإجابة ولا فتح على رجل باب عمل فخزن عنه باب القبول ولا فتح لعبد باب شكر فخزن عنه باب المزيد وقال ع: المعروف ما لم يتقدمه مطل ولا يتبعه من والاعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد، وسئل عن البخل فقال هو أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا، وقال ع لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا، المزاح يأكل الهيبة وقد أكثر من الهيبة الصامت، المسؤول حر حتى يعد ومسترق حتى ينجز، الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود، تجهل النعم ما أقامت فإذا ولت عرفت.