والفضة وفي الغلات الأربع الحنطة والشعير والتمر والزبيب كل ذلك بشروطها المذكورة في محلها وبوجوب الجهاد لحفظ بيضة الاسلام وبوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر بالوالدين وصلة الأرحام وأداء الأمانة وبحرمة الزنا واللواط وشرب الخمر والغيبة والنميمة وقذف المحصنات ونكاح المحارم وتزوج ما زاد عن أربع نسوة وشهادة الزور وأكل المال بالباطل وإيذاء الناس وتعطيل الحدود وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وأكل مال اليتيم والغش والخيانة والكذب والظلم وأخذ الربا والقول على الله بغير علم والتنابز بالألقاب وغير ذلك من الواجبات والمحرمات التي ثبتت في دين الاسلام.
فبما ذا تضللوننا أيها الإخوان وتعادوننا وتنابذوننا وتنابزوننا بالألقاب؟
أ لم تسمعوا قوله ص: من كفر مسلما فقد باء به أحدهما.
فهل أنكرنا الخالق أو جعلنا له شريكا أو عبدنا غير الله أو وصفناه بغير ما يجب أن يوصف به أو أنكرنا رسول الله ص أو عصمته أو أنكرنا شيئا من ضروريات الدين الثابتة عند جميع المسلمين؟ أ ليس إلهنا وإلهكم واحدا وكتابنا واحدا وقبلتنا واحدة وصلاتنا وحجنا إلى كعبة واحدة وصومنا في شهر واحد وصلاتنا واحدة وواجباتنا واحدة ومحرماتنا واحدة؟
وإذا جاز لكم أن تجتهدوا في صحة المسح على الخفين وهو غير مذكور في القرآن جاز لنا أن نجتهد في صحة المسح على الرجلين مع اعتقادنا أنه مذكور في القرآن، فهل تعبدون الله ونحن نعبد الأصنام، وهل نبيكم محمد ونبينا شعيب، وكتابكم القرآن وكتابنا التوراة، وصلواتكم خمس وصلواتنا ست، وقبلتكم الكعبة وقبلتنا بيت المقدس، وحجكم إلى مكة وحجنا إلى عكا، وصلاة الظهر والعصر والعشاء عندكم أربع وعندنا خمس أو ثلاث، وصلاة المغرب عندكم ثلاث وعندنا أربع أو اثنان، وصلاة الصبح عندكم اثنان وعندنا واحدة أو ثلاث، وهل صومكم في شهر رمضان وصومنا في شعبان؟! كلا والله لسنا كذلك ولكننا داخلون في قوله تعالى: إنما المؤمنين أخوة وقوله ص: المؤمن أخو المؤمن.
المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
نسأله تعالى أن يلهم المسلمين ما فيه الائتلاف والاتحاد لا سيما في هذه الأعصار العصبية عليهم وهو ولي التوفيق.
وأعلم أننا لو أردنا استقصاء الافتراءات على الشيعة والسخافات التي قيلت عنهم بغير صحة وما عيب به عليهم وما خطئوا به بغير حق ورد عليهم بالباطل وبيان الصواب فيه وقلة إنصاف الخصم وتهجمه على ما لا يحل له لخرجنا عن موضوع هذه المقدمة واحتجنا إلى عدة مجلدات لكننا لا نخلي هذه المقدمة من التعرض لشئ من ذلك ورده ليكون نموذجا لما أشرنا إليه وشاهد صدق على ما قلناه.
كلام ابن حزم في حق الشيعة وأمامنا الآن الجزء الثالث من كتاب ابن حزم المسمى بالفصل في الملل والنحل المطبوع بمصر وقد وجدنا فيه من الكذب والافتراء على الشيعة ومصادمة الحقائق بالانكار وإظهار النصب والعداوة لأهل البيت وشيعتهم وأتباعهم وإطلاق لسانه بالسوء ما تقشعر منه الأبدان فاكتفينا بايراد شئ من ذلك وتفنيده، لأن استقصاء سخافاته كلها وتفنيدها يطول به الكلام وأكثرها واضحة البطلان. وإذا كان ابن حزم من أصل أموي فلا يستنكر منه نصب العداوة لأهل البيت وشيعتهم، وقد أوضح ابن خلكان حال ابن حزم بقوله في حقه: كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه فنفرت عنه القلوب واستهدف لفقهاء وقته فتمالأوا على بغضه وردوا قوله وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنو إليه والأخذ عنه، وفيه قال أبو العباس بن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين وإنما قال ذلك لكثرة وقوعه في الأئمة اه فإذا كانت حال ابن حزم مع أهل مذهبه وحالهم معه هكذا فما ظنك بالشيعة والله يجزي كلا بعمله. وأتبعناه بشئ مما صدر من بعض أهل العصر ممن يدعي الفضل واستنارة الفكر مما هو من هذا البحر وعلى هذه القافية وبالله نستعين.
وقع نظرنا صدفة في الجزء المذكور على قوله: قال أبو محمد جميع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز امامة امرأة ولا إمامة صبي لم يبلغ إلا الرافضة فإنها تجيز إمامة الصغير الذي لم يبلغ والحمل وهذا خطا لأن من لم يبلغ فهو غير مخاطب والامام مخاطب بإقامة الدين اه.
وفات أبا محمد قوله تعالى في حق يحيى ع: وآتيناه الحكم صبيا وما سواه كذب وافتراء، وقال تحت عنوان شنع الشيعة:
إن أهل الشنع من هذه الفرقة ثلاث طوائف: الجارودية من الزيدية ثم الامامية من الرافضة ثم الغالية، فالجارودية قالت طائفة منهم أن محمد بن عبد الله بن الحسن حي لا يموت يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا إلى أن قال وقالت الكيسانية أصحاب المختار وهم شعبة من الزيدية مثل ذلك في محمد بن الحنفية وإنه بجبال رضوى وقال بعض الروافض الامامية مثل ذلك في موسى بن جعفر وهي الفرقة التي تدعى الممطورة وقالت الناووسية أصحاب ناووس المصري مثل ذلك في جعفر بن محمد وقالت السبائية أصحاب عبد الله بن سبا الحميري اليهودي مثل ذلك في علي بن أبي طالب وزادوا انه في السحاب إلى أن قال: وإذا سئلوا عن الحجة قالوا الالهام وإن من خالفنا ليس لرشده إلى أن قال: والقوم بالجملة ذوو أديان فاسدة وعقول مدخولة وعديمو حياء ونعوذ بالله من الضلال.
ونقول من الظلم الفاحش وعدم الإنصاف وقصد التشنيع بالباطل حشر السبائية وطوائف الغلاة مع الشيعة الإمامية الاثني عشرية وهم يبرؤون من السبائية ومن كل غال ويضللونهم ويكفرونهم ثم إن السبائية يقولون بإلهية علي ع فعدهم مع الإمامية وتشبيههم بهم لا معنى له ولا يقصد به غير التشنيع بالباطل فهل يتصور ظلم واجتراء على الله وقلة مبالاة بالدين أعظم من هذا. ثم إن جعله الكيسانية القائلين بامامة محمد بن الحنفية شعبة من الزيدية القائلين بامامة المتأخر عن ابن الحنفية جهل منه.
ومن عظيمات ابن حزم المهلكة افتراؤه على الشيعة بأنهم إذا سئلوا عن الحجة قالوا الالهام وإن من خالفنا ليس لرشده، فمتى قالت الشيعة ذلك وفي أي كتاب وجده ابن حزم ومن رواه له؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، وما يدعو الشيعة إلى هذه السخافة وفيهم المتكلمون والنظارون باعتراف ابن حزم وعندهم الحجج البالغة ولهم البراهين الدامغة التي لا يستطيع ابن حزم ولا غيره الوقوف امامها وفيهم أمثال ابن قبة والمفيد والمرتضى والعلامة الحلي وغيرهم وكتبهم مطبوعة مشهورة مثل الشافي في الإمامة للمرتضى ومختصره وكتب المفيد والعلامة وغيرها فهل يستطيع ابن