للصلاة فقد أجاب عنه في الكشاف بقوله كان الخاتم كان مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته اه وعند فقهائنا انه لا يفسد الصلاة إلا العمل الكثير الماحي لصورتها وان أراد انه عمل كثير يكره فعله ففيه انه كيف يكره التصدق على الفقير الذي هو من أفضل الطاعات إلى غير ذلك مما أطال به ولا فائدة في نقله ونقضه.
السادس آية التطهير: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، دلت الأخبار الكثيرة على أن المراد باهل البيت علي وفاطمة والحسنان فتدل الآية الشريفة على عصمتهم لأن الذنب رجس وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا من كل رجس وذنب، ولا ينافي ذلك كون ما قبلها وما بعدها في نساء النبي ص بعد ما ورد النص الصريح بان المراد بها ما ذكر وبعد تذكير ضمير عنكم ومراعاة السياق في الكتاب العزيز غير لازمة كما في موارد كثيرة منه ولعل ذلك لأنه نزل نجوما، ومر الكلام على ذلك مفصلا في سيرة الزهراء ع من الجزء الأول ومر له ذكر في الفضائل من هذا الجزء.
السابع أحاديث الثقلين التي رواها أجلاء علماء أهل السنة وأكابر محدثيهم في صحاحهم بأسانيدهم المتعددة واتفق على روايتها الفريقان فرواها مسلم والترمذي في صحيحيهما والإمام أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره وابن المغازلي الشافعي في المناقب وصاحب الجمع بين الصحاح الستة والحميدي من أفراد مسلم والسمعاني في فضائل الصحابة والحموئي وموفق بن أحمد والطبراني وابن حجر في صواعقه وغيرهم ورويت من طرق أهل البيت باثنين وثمانين طريقا اما روايات أهل السنة ففيها عن زيد بن أرقم عن النبي ص انا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته فقال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال هؤلاء حرم الصدقة قال نعم وفي رواية لمسلم فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا لأن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده، وفيها عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص اني تارك فيكم الثقلين وفي رواية خليفتين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وفي رواية وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما وفي أخرى اني قد تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وفي رواية اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان تبعتموهما وهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم، وهي صريحة في خروج النساء من أهل البيت واختصاصهم بعشيرته وعصبته وقد أوردنا هذه الأحاديث كلها وتكلمنا عليها بما لا مزيد عليه في كتابنا اقناع اللائم على إقامة المآتم فليرجع إليه من أراد. دلت هذه الأحاديث على عصمة أهل البيت من الذنوب والخطا لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في أنهم أحد الثقلين المخلفين في الناس وفي الأمر بالتمسك بهم كالتمسك بالقرآن ولو كان الخطا يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة وفي ان المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل المتمسك بالقرآن ولو وقع منهم الذنب أو الخطا لكان المتمسك بهم يضل وان في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال وفي انهم حبل ممدود من السماء إلى الأرض كالقرآن وهو كناية عن انهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه وان أقوالهم عن الله تعالى ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك وفي انهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم كما لا يجوز التقدم على القرآن بالافتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه وفي عدم جواز تعليمهم ورد أقوالهم ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم، ودلت هذه الأحاديث أيضا على أن منهم من هذه صفته في كل عصر وزمان بدليل قوله ص انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وان اللطيف الخبير اخبره بذلك وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا فلو خلا زمان من أحدهما لم يصدق انهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، إذا علم ذلك ظهر انه لا يمكن أن يراد باهل البيت جميع بني هاشم بل هو من العام المخصوص بمن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفة والنزاهة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم الأئمة الاثنا عشر وأمهم الزهراء البتول للاجماع على عدم عصمة من عداهم والوجدان أيضا على خلاف ذلك لأن من عداهم من بني هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيرا من الأحكام ولا يمتازون عن غيرهم من الخلق فلا يمكن أن يكونوا هم المجعولين شركاء القرآن في الأمور المذكورة بل يتعين أن يكونوا بعضهم لا كلهم وليس إلا من ذكرنا أما تفسير زيد بن أرقم لهم بمطلق بني هاشم إن صح ذلك عنه فلا تجب متابعته عليه بعد قيام الدليل على بطلانه.
الثامن حديث السفينة وباب حطة وهو قوله ص مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تأخر عنها هلك أو من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق أو من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك. الذي اتفق على روايته جميع علماء الاسلام، قال ابن حجر في الصواعق: جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا وفي رواية مسلم ومن تخلف عنها غرق وفي رواية هلك وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له وفي رواية غفر له الذنوب وقال في موضع آخر جاء من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا مثل أهل بيتي وفي رواية انما مثل أهل بيتي وفي أخرى ان مثل أهل بيتي وفي رواية الا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وفي رواية من ركبها سلم ومن تركها غرق وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له اه. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش الكناني سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة من عرفني فانا من عرفتم ومن انكرني فانا أبو ذر سمعت رسول الله ص يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق هذا حديث صحيح على شرط مسلم اه وقد تكلمنا على هذه الروايات مفصلا في كتاب اقناع اللائم على إقامة المآتم وذكرنا هناك ان تمثيلهم بسفينة نوح صريح في وجوب اتباعهم والاقتداء