- أين ذو النجدة الذي لو دعته * في الثريا مروعة لباها - - فاتاه الوصي أرمد عين * فسقاها من ريقه فشفاها - - ومضى يطلب الصفوف فولت * عنه علما بأنه أمضاها - - ويرى مرحبا بكف اقتدار * أقوياء الاقدار من ضعفاها - - ودحا بابها بقوة باس * لو حمتها الأفلاك منه دحاها - وقال بعض الظرفاء متغزلا اورده دحلان:
- وشادن أبصرته مقبلا * فقلت من وجدي به مرحبا - - قد فؤادي في الهوى قدة * قد علي في الوغى مرحبا - وقال المؤلف من قصيدة:
- وفي خيبر فروا براية احمد * يجبن بعض بعضهم ما لهم صبر - - فقال سأعطي رايتي من يجوزها * بحق ومن دأبه الكر لا الفر - - يحب إلهي والاله يحبه * فتى في يديه النجح والفتح والنصر - - تطاولت الأعناق من ذا يحوزها * فمن حازها يعلو له الشأن والقدر - - فأين علي ساعدي قيل أرمد * فكان دواه الريق وانمصح الضر - - إلهي عنه الحر والبرد اقصه * فما ضره من بعد برد ولا حر - - فسار بها نحو اليهود مهرولا * فنالتهم البؤسى وعمهم الذعر - - تنادوا أخو عمرو اتاكم اتاكم * ففروا سراعا راجعين وما قروا - - وعاجل بالسيف المهند مرحبا * وقد قد منه الهام والبيضة الصخر - غزوة وادي القرى في جمادى الآخرة سنة سبع من الهجرة ومرت في الجزء الثاني وهو واد بين الشام والمدينة كانت قديما منازل ثمود وعاد فينبغي أن تكون بنواحي مدائن صالح وأهله يهود توجه إليه النبي ص بعد فراغه من خيبر وكان معه علي ع ولا بد أن تكون معه رايته بعموم قول جملة من المؤرخين انه كان صاحب رايته في المواقف كلها وقد ذكر المؤرخون انه برز رجل منهم فقتله الزبير وآخر فقتله علي وثالث فقتله أبو دجانة وفتحت عنوة.
خبره في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة.
سميت بذلك لأنها كانت قضاء للعمرة التي صدت قريش فيها النبي ص عن العمرة عام الحديبية سنة ست من الهجرة فإنه جاء قاصدا العمرة لا يريد حربا فصدته قريش ومنعته من ذلك ثم جرت المهادنة والصلح بينهم وبينه على ترك الحرب عشر سنين وان يرجع عنهم في تلك السنة فإذا كانت السنة الآتية خرجوا عن مكة ودخلها بأصحابه فاعتمر وأقام بها ثلاثا معه سلاح الراكب السيوف في الأغماد كما مر تفصيله في الجزء الثاني فلما كانت هذه السنة جاء لقضاء العمرة التي صد عنها في السنة الماضية حسب المعاهدة بينه وبين قريش. وكان معه في هذه العمرة علي والزهراء ع ولم يكن فيها حرب حتى يكون لليث الحروب فيها طعن أو ضرب. وفي السيرة النبوية لدحلان في البخاري من حديث البراء فلما دخلها ومضى الاجل اتوا عليا فقالوا قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي ص فتبعته ابنة حمزة بن عبد المطلب واسمها امامة أو عمارة أو سلمى أو غير ذلك تنادي يا عم يا عم فتناولها علي وقال لفاطمة وهي في هودجها دونك ابنة عمك وقال علي للنبي ص علا م نترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهراني المشركين فلم ينهه فخرج بها فلما قدموا المدينة اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة أيهم تكون عنده فقال علي انا اخذتها وأخرجتها من بين ظهراني المشركين وقال جعفر خالتها أسماء بنت عميس تحتي وقال زيد هي ابنة أخي لأن النبي ص آخى بينه وبين حمزة فقضى بها النبي لجعفر وقال الخالة بمنزلة الأم وقال لعلي أنت مني وانا منك وفي رواية أنت أخي وصاحبي. وفي السيرة الحلبية عن الامتاع كلم علي بن أبي طالب رسول الله ص في عمارة بنت حمزة وكانت مع أمها سلمى بنت عميس بمكة فقال علا م نترك بنت عمنا يتيمة بين أظهر المشركين ويمكن الجمع بين هذا وما مر بان عليا كلمه في شأنها فلم يأب فأرسل إليها ان تتبعهم حينما يريدون الرحيل فتبعتهم تنادي يا عم يا عم فتناولها علي ووضعها في هودج فاطمة. وأما اختصام علي وجعفر وزيد فيها فلم يكن اختصاما ونزاعا وإنما رغب كل واحد أن تكون عنده طلبا للأجر والفخر ورجا من الآخرين ان يسمحا له فحجة علي انه هو اخذها واتى بها المدينة ومع ذلك هي ابنة عمه وزوجته ابنة عمها وحجة جعفر انها ابنة عمه وزوجته خالتها وحجة زيد ضعيفة لأن هذه المؤاخاة انما كانت لتاليف القلوب وشد عرى الايمان ولا مدخل لها في حضانة امامة مع كون زوجة زيد التي تريد ان تتولى تربيتها أجنبية عنها لا تالفها امامة ولا تحنو هي على امامة حنو خالتها وابنة عمها فقضى بها النبي ص لجعفر وقال الخالة أم فعلي وجعفر يفوقان في حنوهما على امامة كل أحد ويصعب التفضيل بينهما في ذلك لكن المربية هي المرأة لا الرجل والزهراء وان لم تقصر عن أسماء في الحنو والشفقة على امامة بل تزيد بما أوتيته من خلق سام ولكن امامة بسائق الطبيعة البشرية تأنس بخالتها ما لا تأنس بابنة عمها. واتبع ذلك بقوله لعلي أنت مني وانا منك أو أنت أخي وصاحبي ليدل على أن اعطاءها لجعفر ليس لفضله على علي وقد كانت عمتها صفية موجودة الا ان أحدا من ذويها لم يطلبها ومع ذلك فالعمة ان فرض انها كالخالة في الحنو لكن ليس عند صفية مثل جعفر. وما قد يقال كيف رخص النبي ص في اخذها وقد كان في صلح الحديبية ان يرد كل من جاءه مسلما من قريش. يمكن الجواب عنه ان ذلك لا يتناول الأطفال أو لا يتناول النساء أو بغير ذلك وهذا يدل على أن حمزة رضوان الله عليه لما هاجر لم تكن هاجرت معه زوجته وابنته.
سنة ثمان من الهجرة غزوة فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة وقد مرت مفصلة في الجزء الثاني ونعيد هنا ما له تعلق بأمير المؤمنين ع وإن لزم بعض التكرار. مر إنه كانت هدنة بين رسول الله ص وبين قريش عام الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة عشر سنين ودخلت خزاعة في عقد رسول الله ص ودخلت بنو بكر في عقد قريش وكان لبني بكر ثار على خزاعة في الجاهلية فاتفقوا مع جماعة من قريش وعدوا على خزاعة فقتلوا منهم عشرين رجلا ليلا على ماء يدعى الوتير وجاء أربعون من خزاعة فأخبروا رسول الله ص بذلك فقال لا نصرت ان لم انصر خزاعة مما انصر منه نفسي وندمت قريش على ما صنعت وعلمت انه نقض للعهد فارسلوا أبا سفيان إلى المدينة فقال للنبي ص اشدد العهد وامدد لنا في المدة قال هل كان فيكم من حدث قال معاذ الله قال نحن على مدتنا وصلحنا ثم استشفع بأبي بكر فقال ما أنا بفاعل ثم بعمر فكان أشد ثم دخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة وعندها ابنها الحسن غلام يدب فقال يا علي أنت أمس القوم بي رحما وقد