يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلوات قدم دينارا فتصدق بها ثم نزلت لرخصة اه.
آية انما وليكم الله قال الله تعالى في سورة المائدة آية 55: إنما وليكم الله والذين آمنوا الدين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون الزكاة الصدقة وهم راكعون جملة في موضع النصب على الحال ولا يجوز أن تكون عطفا على يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة أي يفعلون هذا ويركعون أولا للزوم التكرار لأن الركوع قد تضمنه إقامة الصلاة ثانيا لمخالفته النصوص وأقوال العلماء. روى صاحب مجمع البيان بسنده أن أبا ذر قال صليت مع رسول الله ص يوما صلاة الظهر فسال سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلى السماء وقال اللهم أشهد اني سالت في مسجد رسول الله ص فلم يعطني أحد شيئا وكان علي راكعا فأومأ بخنصره اليمنى إليه وكان يتختم فيها فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين رسول الله ص فلما فرع النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم ان أخي موسى سالك فقال رب اشرح لي صدري إلى قوله واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به ازري فأنزلت عليه قرآنا ناطقا سنشد عضدك بأخيك اللهم وانا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري قال أبو ذر فوالله ما استتم رسول الله ص الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد اقرأ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية قال وروى هذا الخبر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بهذا الاسناد بعينه قال وروى أبو بكر الرازي في احكام القرآن على ما حكاه المغربي عنه والرماني والطبري أنها نزلت في علي حين تصدق بخاتمه وهو راكع وهو قول مجاهد والسدي والمروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وجميع علماء أهل البيت ع ثم أن النبي ص خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئا فقال نعم خاتم من فضة أعطانيه ذلك القائم وهو راكع واومى بيده إلى علي بن أبي طالب فكبر النبي ص وأنشأ حسان بن ثابت يقول:
- أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدى ومسارع - - أ يذهب مدحيك المحبر ضائعا * وما المدح في جنب الاله بضائع - - فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * زكاة فدتك النفس يا خير راكع - - فأنزل فيك الله خير ولاية * وثبتها مثنى كتاب الشرائع - خبر مسجد الضرار كان بنو عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قبا وبعثوا إلى رسول الله ص أن يأتيهم فاتاهم فصلى فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا نصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلا أو خمسة عشر فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا فلما فرغوا منه اتوا رسول الله ص وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا أنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية ونحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه وتدعو بالبركة فقال إني على جناح السفر ولو قدمنا اتيناكم إن شاء الله. فلما انصرف من تبوك نزلت والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون لا تقم فيه ابدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين الآيات فبعث رسول الله ص من احرقه وهدمه وقوله تعالى وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل يراد به أبو عامر الراهب وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح فلما قدم النبي ص المدينة حزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلى الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلى الروم وتنصر وسماه رسول الله ص أبا عامر الفاسق وكان قد ارسل إلى المنافقين إن استعدوا وابنوا مسجدا فاني اذهب إلى قيصر وآتي من عنده بجنود واخرج محمدا من المدينة فكان هؤلاء المنافقون يتوقعون أن يجيئهم أبو عامر فمات قبل أن يبلغ ملك الروم.
سرايا رسول الله ص في السيرة الحلبية: ما كان فيه رسول الله ص يسمى غزوة وما خلا عنه يقال له سرية إن كان أكثر من واحد وإن كان واحدا قيل له بعث وقد عرفت أن سراياه ص كانت سبعا وأربعين سرية وذكرها كلها يوجب التطويل مع قلة الفائدة لكننا نذكر بعضا منها:
سرية حمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة بعثه ص في ثلاثين رجلا من المهاجرين ليعترض عيرا لقريش جاءت من الشام فيها أبو جهل في ثلثمائة رجل أو مائة وثلاثين وعقد له لواء أبيض وهو أول لواء عقد في الاسلام فسار حتى وصل سيف البحر أي ساحله فصادف العير فلما تصافوا للقتال حجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان حليفا للفريقين فلم يقع قتال. سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب إلى بطن رابغ على عشرة أميال من الجحفة في شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليعترض عيرا لقريش فيها أبو سفيان أو عكرمة بن أبي جهل في مائتين فكان بينهم الرمي ولم يسلوا السيوف ولم يصطفوا لقتال ثم انصرف الفريقان على حاميتهم.
سرية قتل كعب بن الأشرف اليهودي لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة. وكان كعب شاعرا يهجو النبي ص وأصحابه ويحرض عليهم في شعره ويؤذيهم وفيه نزلت: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا فلما كانت وقعة بدر كبت وذل وقال بطن الأرض خير من ظهرها اليوم فقدم مكة فبكى قتلى قريش وحرضهم بالشعر ثم قدم المدينة، فقال ص اللهم اكفني ابن الأشرف بما شئت في اعلانه الشر وقوله الأشعار وقال من لي بابن الأشرف فقد آذاني فقال محمد بن مسلمة انا لك به يا رسول الله وانا اقتله وكان منزل كعب بالعوالي فاجتمع هو مع أربعة من الأوس منهم أبو نائلة سلكان بن سلامة وكان أخا كعب من الرضاعة وقالوا ائذن لنا يا رسول الله فلنقل اي خلاف الواقع لمصلحة فقال قولوا فخرج إليه أبو نائلة فأنكره كعب وذعر منه فقال انا أبو نائلة انما جئت أخبرك أن قدوم هذا الرجل كان علينا من البلاء حاربتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة ونحن نريد التنحي عنه ومعي