والنحو ووعظ أيام المقتفي فأعجبه وخلع عليه كان واسع العلم كثير العبادة دائم الوضوء ثم ذكر مؤلفاته وذكره السيوطي في بغية الوعاة ثم نقل ما يأتي عن الصفدي في الوافي بالوفيات وعد مؤلفاته ومنها المناقب وقال الصفدي في الوافي بالوفيات هو أحد شيوخ الشيعة حفظ أكثر القرآن وله ثمان سنين وبلغ النهاية في أصول الشيعة كان يرحل إليه من البلاد ثم تقدم في علوم القرآن والغريب والنحو ووعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه كان بهي المنظر صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون الا على وضوء اثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيرا اه.
هذا هو ابن شهرآشوب الذي حملت عليه مجلة المجمع هذه الحملة الخرقاء وهو من أجلة العلماء وانفردت بوصفه بأنه من سفهاء الشيعة وأنه حشا كتابه المناقب كذبا واختلاقا ولا ذنب له عندها إلا تاليفه في مناقب أهل البيت واستشهاده بالاشعار المتضمنة لذلك وقالت ما نظن عاقلا في الأرض وافقه عليه، وأنت تعلم مما تلوناه عليك من كلمات علماء الفريقين أنه لا عاقل في الأرض وافق المجلة على ما قالته، وإن ما ذكر في المجلة على ما قالته، وإن ما ذكر في المجلة من أسخف ما أثر من سلسلة سخافات أصحابها. وأما شتم الصحابة الكرام فالله تعالى يعلم وملائكته ورسله وصالحو عباده من هو الذي سن شتم سادات الصحابة على المنابر في الأعياد والجمعات وعلى منبر المدينة وجعله كفرض الصلاة حتى أبطله ابن عبد العزيز فتنادى بعض أهل المدن الاسلامية: السنة السنة يا أمير، ثم أعيد بعده واستمر إلى انقراض دولة الملك العضوض أ ليس الذي سنه هو من ينافح الاسناد عنه جهده ويخطب ويكتب ويطنب بمناقبه وفضائله. ومن هم الذين اختلفوا كل قبيح ألصقوه برجل لا يدين الاسلام لغيره في انتشاره بسيفه وجهاده العظيم وليس الشعر الذي أورده هو حجته على الحق الذي انتحاه بل أثبته بالبراهين الواضحة واستشهد ببعض الأبيات جريا على عادة المؤلفين وفي بعضها بعض الحجج البينة وليست الأباطيل إلا خلاف ما قاله مما هو سبة على قائله وناقله على وجه الدهر.
شبه مناظرة لنا لا تتنافى مع موضوع هذا الجزء طلب إلينا المجمع العلمي العربي بدمشق إهداء مؤلفاتنا المطبوعة إلى مكتبة المجمع فأجبنا الطلب فكتب الأستاذ المغربي كلمة عنها في مجلة المجمع فأرسلنا إليه الكلمة الآتية لينشرها في المجلة فلم يفعل وهذه صورتها:
الأستاذ المغربي وهديتنا للمجمع الشيخ عبد القادر المغربي نائب رئيس المجمع أستاذ بحاثة منقب عن دقائق العربية وغيرها أطرانا وأطرى هديتنا إلى مكتبة المجمع مصنفاتنا المطبوعة في مجلة المجمع الصادرة في شوال وذي القعدة سنة 1361 فوصف مصنفاتنا المهداة وصفا إجماليا واعتذر عن ذلك بقوله ولما لم تكن موضوعاتها أي مصنفاتنا من موضوعات مجلة مجمعنا تركنا التعرض لتقريظها ووصف مضامينها فلم ننقل منها إلى القراء شيئا تفاديا من المناقشة والجدل الممقوتين لدينا. ثم قال: نعمد إلى ذكر بعض المؤاخذات اللغوية يتخللها شئ من المعاتبات العاطفية التي أردنا من ذكرها جمع الشمل لا نكت الحبل والحض على العمل لا المناقشة والجدل.
ونقول: إن مجلة المجمع لا يلزم أن تكون لها موضوعات خاصة بل يجب أن تكون موضوعاتها كل ما فيه فائدة للمطالعين. والمناقشة والجدل مع الإنصاف فيهما اظهار الحق وبهما قامت الدنيا والآخرة فلا يلزم أن يكونا ممقوتين لديه. على أنه إذا لم ينقل من مصنفاتنا ما فيه المناقشة والجدل لأنه ليس من موضوعات المجلة لا يكون ذلك عذرا عن تقريظها.
ثم ما باله لم ينقل من مصنفاتنا التي ليس فيها مناقشة ولا جدل شيئا كمعادن الجواهر وأعيان الشيعة وغيرها وترك التعرض لتقريظها ووصف مضامينها واقتصر على ذكر أسمائها فقط. وإذا كان ما فيه المناقشة والجدل ليس من موضعات المجلة وهما ممقوتان لديه فما باله تناول الجزء الثاني من الرحيق المختوم ديوان شعر لنا بالمناقشة والجدل الممقوتين لديه وزاد على ذلك الكلام الجارح بغير مسوع مما ستعرفه فليسمح لنا الأستاذ أن نقول له أن هذا عين التناقض. ولما كانت مؤاخذته منها لغوية ومنها دينية أو شبيهة بها ذكرنا كلا على حدة واجبنا عنها بما ساعدت عليه الفرصة أردنا بذلك جمع الشمل لا نكت الحبل والفائدة والعمل لا المناقشة والجدل. ونحن نشكره على مؤاخذته اللغوية وما فيها من الفائدة وإن لمناه في غيرها.
المؤاخذات اللغوية 1 قال إنه لاحظ علينا تتبع الرخص والضعيف من لغة العرب فان يك ذلك كذلك فليس هو عن تتبع ولا قصد بل عن اتفاق ومصادفة. قال من ذلك قوله: من نظم ونثر الفقير والأفصح من نظم الفقير ونثره وما قاله إنما يجوز لضرورة الشعر وجعله بعضهم لغة ضعيفة لا ضرورة.
ونقول: صرح ابن مالك وهو من أئمة النحو بجوازه قياسا وسماعا ولم يخصه بضرورة الشعر بقوله في ألفيته:
- ويحذف الثاني فيبقى الأول * بحاله إذا به يتصل - - بشرط عطف وإضافة إلى * مثل الذين له أضفت أولا - ومثل له في أوضح المسالك بقولهم: خذ ربع ونصف ما حصل.
2 قال وقوله: وقد كاد في مسراه أن يسبق الصبا ادخل أن على كاد المضارع وهو ضعيف ونقول ليس هو بضعيف لكنه قليل بمعنى أنه ورد في كلام العرب بان وبدونها أكثر قال ابن مالك:
- ككان كاد وعسى لكن ندر * غير مضارع لهذين خبر - - وكونه بدون أن بعد عسى * نزر وكاد الأمر فيه عكسا - فهو صريح في جوازه في النثر وإن كان قليلا فكيف بضرورة الشعر وعن كتاب البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف ص 9 عند ذكر أمية بن أبي الصلت: فقال النبي ص إن كان ليسلم في شعره وفي رواية: فلقد كاد أن يسلم في شعره.
3 وما انتقده الجمع بين واو الجماعة أو نون الإناث والفاعل الظاهر وأورد منه أمثلة وقال: كل ذلك جاء على حد ما يسميه النحاة لغة البراغيث وهي لغة ترتكب مرة لضرورة شعرية وارتكابها مرارا في ديوان شعر صغير بل في قصيدة واحدة أحيانا يدل على رفق الشاعر بلغة ممقوتة هي والبراغيث المنسوبة إليهن.
ونقول: وهو أيضا جائز بنص علماء العربية في النثر فكيف بضرورة الشعر وهو أحد الوجوه في وأسروا النجوى الذين ظلموا ذكره