ذلك وقصته مع ابنه المستنصر مشهورة وقصيدة مروان بن أبي حفصة اللامية التي يذمه وينتقصه فيها تقربا إلى بني العباس أشهر من قفا نبك وقصة النسائي المحدث المشهور مع أهل الشام حين سالوه أيهما أفضل معاوية أم علي فقال أ ما يرضى معاوية رأسا برأس وحين سالوه ما تروي في فضل معاوية فأجابهم بما أجابهم فرضوا خصيتيه حتى مات مشهورة ولم يزل هذا الداء المزمن ساريا إلى يومنا هذا حتى أن الباعث لهذا البعض الذي ذكره ابن حجر على ذكر هذا السبب هو من هذا البحر وعلى هذه القافية فإنه عظم عليه أن يكون علي بن أبي طالب ورد في فضله ما لم يرد لأحد من الصحابة فأراد مسخ هذه المنقبة وتوهينها بان ذلك ليس لزيادة فضله عليهم كيف وهو متأخر بزعمه في الفضل عن جملة منهم بل لما ذكره من العلة وهذه عادتهم وشنشنتهم الأخزمية في كل منقبة تنسب إلى علي وأهل بيته لا من عصمة الله ونحن نذكر طرفا مقنعا من فضائله ومناقبه من دون استقصاء فان ذلك يحتاج إلى عدة مجلدات وهي على أنواع:
الأول أنه ربي في حجر رسول الله ص وتأدب بآدابه وتخلق باخلاقه واهتدى بهداه واقتدى به في أقواله وأفعاله ولازمه طول حياته وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك عند ذكر نشأته وتربيته وقال ع في أواخر خطبته المسماة بالقاصعة: وقد علمتم موضعي من رسول الله ص بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ولقد قرن الله به من لدن إن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله ص وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة قال النقيب أبو جعفر يحيى بن زيد العلوي نقيب البصرة فيما حكاه تلميذه ابن أبي الحديد في شرح النهج: وإذا كان القرين مقتديا بالقرين فما ظنك بالتربية والتنقيف الدهر الطويل فوجب أن تكون أخلاق علي كاخلاق محمد ص مربيه لولا أن الله اختص محمدا برسالته فامتاز رسول الله ص بذلك عن سواه وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد وإلى هذا المعنى أشار ص بقوله أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع وقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي فأبان نفسه منه بالنبوة وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل مشتركا بينهما اه. وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة:
- وربيت في حجر النبي محمد * فطوبى لمن من احمد ضمه حجر - - وغذاك بالعلم الإلاهي ناشئا * فلا علم الا منك قد خاطه خبر - - بآدابه أدبت طفلا ويافعا * وأكسبنك الأخلاق أخلاقه الغر - الثاني السبق إلى الاسلام وعدم السجود لصنم قط قال ابن أبي الحديد ما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى وآمن بالله وعبده وكل من في الأرض يعبد الحجر ويجحد الخالق لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلا السابق إلى كل خير محمد رسول الله ص. ذهب أكثر أهل الحديث إلى أنه ع أول الناس اتباعا لرسول الله ص وإيمانا به ولم يخالف في ذلك الا الأقلون وقد قال هو ع انا الصديق الأكبر وانا الفاروق الأول أسلمت قبل اسلام الناس وصليت قبل صلاتهم ومن وقف على كتب أصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه واضحا واليه ذهب الواقدي وابن جرير الطبري وهو القول الذي رجحه ونصره صاحب كتاب الاستيعاب اه وفي أسد الغابة:
هو أول الناس اسلاما في قول كثير من العلماء وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: روي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن الأرقم أن علي بن أبي طالب أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره وقال ابن إسحاق أول من آمن بالله وبرسوله محمد ص من الرجال علي بن أبي طالب وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة ثم روى بسنده عن ابن عباس قال لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله ص وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهو الذي غسله وادخله قبره قال وروي عن سلمان عن النبي ص أول هذه الأمة ورودا على الحوض أولها اسلاما علي بن أبي طالب وبسنده عن سلمان الفارسي عن النبي ص أولكم ورودا على الحوض أولكم اسلاما علي بن أبي طالب ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمان مثله وفي الاستيعاب بسنده عن ابن عباس أول من صلى مع النبي ص بعد خديجة علي بن أبي طالب وبسنده عن ابن عباس أيضا كان علي بن أبي طالب أول من آمن من الناس بعد خديجة قال أبو عمرو بن عبد البر هذا اسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته وهو يعارض ما ذكرناه عن ابن عباس في باب أبي بكر قال والصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر اسلامه كذلك قال مجاهد وغيره قالوا أو منعه قومه وقال ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل وقتادة وابن اسحق أول من أسلم من الرجال علي واتفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها قال وروي في ذلك عن أبي رافع مثل ذلك وبسنده سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم علي أم أبو بكر قال سبحان الله علي اولهما اسلاما وانما شبه على الناس لأن عليا اخفى اسلامه ولا شك أن عليا عندنا أولهما اسلاما وبسنده عن قتادة عن الحسن أسلم علي وهو أول من أسلم الحديث وقال ابن إسحاق أول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن أبي طالب وبسنده عن قتادة عن الحسن وغيره قالوا أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب وبسنده عن ابن عباس أول من أسلم علي وبسنده عن حبة العرني سمعت عليا يقول لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين وبسنده عن حبة العرني سمعت عليا يقول أنا أول من صلى مع رسول الله ص ورواه الحافظ النسائي في الخصائص بسنده عن حبة العرني مثله قال ابن عبد البر وروى مسلم الملائي عن انس بن مالك قال استنبئ النبي ص يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال أوحي إلى رسول الله ص يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء وبسنده عن أنس قال نبئ النبي ص يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثاء. وروى النسائي في الخصائص بعدة أسانيد عن زيد بن أرقم أول من صلى مع رسول الله ص علي بن أبي طالب وبسنده عنه أول من أسلم مع رسول الله ص علي بن أبي طالب وروى الحاكم في المستدرك وصححه عن زيد بن أرقم أول من أسلم مع رسول الله ص علي بن أبي طالب وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك وفي الاستيعاب وقال زيد بن أرقم أول من آمن بالله بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب. روي حديث زيد بن أرقم من وجوه ذكرها النسائي وأسد بن