إبراهيم الثقفي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا وحرق قوما بالنار وهو مع ذلك ومن أرسله مجتهدان مثابان ثبتت لهما العدالة لأنهما صحابيان!!
وبلغ عليا الخبر فأرسل جارية بن قدامة السعدي في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين فسار جارية إلى البصرة ثم اخذ طريق الحجاز حتى اتى اليمن وبلغ بسرا مسيره فانحدر إلى اليمامة واتى جارية نجران فقتل بها ناسا من شيعة عثمان وصمد نحو بسر وبسر بين يديه يفر من جهة إلى جهة حتى أخرجه من اعمال علي كلها ووثب الناس ببسر لما انصرف من بين يدي جارية لسوء سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه وتبعه جارية حتى اتى مكة وكان أمير المؤمنين ع قد استشهد فقال بايعوا أمير المؤمنين فقالوا قد هلك فلمن نبايع قال لمن بايع له أصحاب علي فبايعوا الحسن ع خوفا منه ثم اتى المدينة وأبو هريرة يصلي بالناس فهرب منه فقال جارية لو وجدت أبا سنور لقتلته ثم قال لأهل المدينة بايعوا الحسن بن علي فبايعوه ثم عاد إلى الكوفة.
دعوى الربوبية فيه كانت هذه الدعوى في زمن خلافته ولسنا نعلم وقتها على التحقيق فلذلك أوردناها في هذا المكان ويمكن أن يستفاد مما يأتي انها قبل وفاته بسنة.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: وبمقتضى ما شاهد الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوى البشر غلا فيه من غلا بحلول الجوهر الآلهي فيه، وقد اخبره النبي ص بذلك فقال يهلك فيك رجلان محب غال ومبغض قال، وقال له مرة أخرى والذي نفسي بيده لولا أني أشفق أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ من الناس الا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة اه.
وروى هشام بن سالم في الصحيح عن أبي عبد الله الصادق ع قال اتى قوم أمير المؤمنين فقالوا السلام عليك يا ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا الحديث.
وقال ابن أبي الحديد في موضع من شرح النهج: روى أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي بسنده أن عليا ع مر بقوم يأكلون في شهر رمضان فقال أ سفر أم مرضى قالوا ولا واحدة منهما قال أ من أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية قالوا لا قال فما بال الأكل في نهار رمضان فقالوا أنت أنت يومون إلى ربوبيته فنزل عن فرسه فألصق خده بالأرض وقال ويلكم انما انا عبد من عبيد الله فاتقوا الله وارجعوا إلى الاسلام فأبوا الحديث.
ثم استترت هذه المقالة سنة أو نحوها ثم ظهر عبد الله بن سبا وكان يهوديا يتستر بالاسلام بعد وفاة أمير المؤمنين فاظهرها واتبعه قوم فسموا السبائية. وقال في موضع آخر منه وشفع جماعة من أصحاب علي منهم عبد الله بن عباس في ابن سبا وقالوا انه تاب فاطلقه وشرط عليه أن لا يقيم بالكوفة فنفاه إلى المدائن فلما قتل أمير المؤمنين قال والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة لعلمنا أنه لم يمت ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه.
وقد أشار إلى دعوى الربوية فيه جماعة من الشعراء قال الحاج هاشم الكعبي من قصيدة:
- بشر أقل صفاته ان عاينوا * منهن ما ظنوا به المعبودا - وقال ابن أبي الحديد من قصيدة:
- تقبلت أفعال الربوية التي * عذرت بها من شك انك مربوب - وقال آخر:
- كفى في فضل مولانا علي * مقال الخلق فيه أنه الله - وقال آخر:
- ضلت خلائق في علي مثلما * ضلت بعيسى قبل ذاك خلائق - وقال بعض شعراء الشيعة كما حكاه ابن أبي الحديد:
- إذا كنتم ممن يروم لحاقه * فهلا برزتم نحو عمرو ومرحب - - وكيف فررتم يوم أحد وخيبر * ويوم حنين مهربا بعد مهرب - - أ لم تشهدوا يوم الاخاء وبيعة ال * - غدير وكل حضر غير غيب - - فكيف غدا صنو النفيلي ويحه * أميرا على صنو النبي المرجب - - وكيف علا من لا يطأ ثوب أحمد * على من علا من أحمد فوق منكب - - يجل عن الافهام كنه صفاته * ويرجع عنها الذهن رجعة أخيب - - فليس بيان القول عنه بكاشف * غطاء ولا فصل الخطاب بمعرب - - وحق لقبر ضم أعضاء حيدر * وغودر منه في صفيح مغيب - - يكون ثراه سر قدس ممنع * وحصباؤه من نور وحي محجب - - وتغشاه من نور الاله غمامة * تغاديه من قدس الجلال بصيب - - وتنقض أسراب النجوم عواكفا * على حجزتيه كوكبا بعد كوكب - - ولم يغل فيك المسلمون جهالة * ولكن لسر في غلاك مغيب - مقتل أمير المؤمنين علي ع وقدر عمره ومدة خلافته قتل ص سنة 40 من الهجرة في شهر رمضان ضرب ليلة تسع عشرة ليلة الأربعاء وقبض ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين على المعروف بين أصحابنا وعليه عمل الشيعة اليوم وروى الطبري وابن الأثير أنه ضرب ليلة الجمعة لأحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان فتكون وفاته ليلة الأحد. وعمره ثلاث وستون سنة رواه الحاكم في المستدرك عن محمد بن الحنفية أو أربع وستون أو خمس وستون سنة منها عشر سنين أو اثنتا عشرة سنة قبل البعثة وثلاث وعشرون مع النبي ص بعد البعثة ثلاث عشرة بمكة وعشر بالمدينة وثلاثون سنة بعد وفاة النبي ص وقيل في سنه غير ذلك فروى الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وأشهر الأقوال الأول والثالث قال ابن شهرآشوب في المناقب: قبض ص قتيلا في مسجد الكوفة وقت التنوير ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضين من شهر رمضان فبقي يومين إلى نحو الثلث من الليل وله يومئذ خمس وستون سنة في قول الصادق ع وقالت العامة ثلاث وستون سنة اه وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: قتل علي يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 40 وهو يوم قتل ابن ثلاث وستين سنة أو أربع وستين