البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه اه. وقوله ص في هذه الأخبار هؤلاء أهل بيتي ينفي احتمال أن يراد باهل البيت نساء النبي ص كما يوهمه السياق فإنه بمنزلة التفسير له لا سيما مع تذكير الضمير المانع من إرادتهن به وإن كان الذي قبل الآية وبعدها واردا فيهن لأن مراعاة السوق في القرآن الكريم غير لازمة وكون ترتيبه على ترتيب نزوله غير معلوم لو لم يكن معلوم العدم وفي قول أم سلمة أنا منهم وقول النبي ص جبرا لقلبها انك إلى خير تصريح ببطلان هذا الاحتمال وبذلك يظهر بطلان ما رواه الواحدي في أسباب النزول بعد روايته انها نزلت في الأربعة عن ابن عباس وعن عكرمة انها نزلت في نساء النبي ص فان ذلك إن صح عنهما فهو اجتهاد في مقابل النص ولو صح عن عكرمة الذي كان يميل إلى رأي الخوارج لا يكاد يصح عن ابن عباس ولا يراد بمثل ذلك إلا معارضة كل ما ورد في فضل أهل البيت ولو بالأمور الواهية ومر لهذا زيادة ايضاح في سيرة الزهراء ع في الجزء الثاني.
الحادي والثلاثون تصدقه بخاتمه وهو في الصلاة حتى نزل فيه قوله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
الثاني والثلاثون خبر سد الأبواب غير باب علي ع كان رسول الله ص لما هاجر إلى المدينة وبنى مسجده فيها بنى لنفسه حجرا في جانب المسجد اسكنها أزواجه وبنى لعلي ع حجرة بجانب الحجرة التي اسكنها عائشة وبنى أصحابه بجانب المسجد حجرا سكنوها وكانت أبوابها إلى المسجد فامر النبي ص بسد هذه الأبواب إلا باب علي فبقي بابه إلى المسجد ليس له طريق غيره وفتح الباقون أبوابا من غير جهة المسجد وكانت الحجرة التي تسكنها عائشة التي دفن فيها النبي ص وبيت علي كلاهما في الجانب الشرقي من المسجد فلما زادت بنو أمية في المسجد دخلت فيه هذه البيوت. في مسند أحمد بن حنبل (1) حدثنا عبد الله (2) حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال كان لنفر من أصحاب رسول الله ص أبواب شارعة في المسجد فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي فتكلم في ذلك الناس فقال رسول الله ص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فاني امرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي وقال فيه قائلكم واني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني امرت بشئ فاتبعته. ورواه النسائي في الخصائص مثله قال أخبرنا محمد بن بشار بن بندار البصري حدثنا محمد بن جعفر إلى آخر السند والمتن المتقدمين ورواه الحاكم في المستدرك مثله قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ببغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل إلى آخر السند والمتن السابقين وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك وقال صحيح وفي مسند أحمد (3) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر كنا نقول في زمن النبي ص رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم زوجه رسول الله ص ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي هريرة قال عمر بن الخطاب لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم قيل وما هن يا أمير المؤمنين قال تزوجه فاطمة بنت رسول الله ص وسكناه في المسجد مع رسول الله ص يحل له فيه ما يحل والراية يوم خيبر قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وروى النسائي في الخصائص أخبرنا أحمد بن يحيى الكوفي أخبرنا علي وهو ابن قادم أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له سمعت لعلي منقبة؟ قال كنا مع رسول الله ص في المسجد فنادى مناديه (4) ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله ص وآل علي فلما أصبح اتاه عمه فقال يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام فقال رسول الله ص ما انا امرت باخراجكم ولا باسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به. قال فطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن أرقم عن سعد ان العباس اتى النبي ص فقال سددت أبوابنا الا باب علي فقال ما أنا فتحتها ولا انا سددتها وفيها بسنده عن ابن عباس أمر رسول الله ص بأبواب المسجد فسدت الا باب علي وبسنده عن ابن عباس وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو طريقه ليس له طريق غيره وعن سنن الترمذي عن ابن عباس ان رسول الله ص أمر بسد الأبواب الا باب علي. فما يروى في بعض الكتب من جعل هذه المنقبة لغير علي إنما هو ممن يريدون معارضة مناقبه بمثلها أو باثباتها لغيره فاختلقوا في ذلك ما اختلقوا وأكثره كان في عصر بني أمية فجاء من جاء بعد ذلك فرواه كما وجده ولم يتفطن لما فيه.
الثالث والثلاثون آية المباهلة وتأتي عند ذكر اخباره سنة عشر من الهجرة فقد دلت على أنه نفس رسول الله ص وأفضل الناس بعده كما يأتي مفصلا هناك ويأتي عند ذكر أدلة إمامته.
الرابع والثلاثون حديث الطائر المشوي. روي النسائي في الخصائص بسنده عن انس بن مالك ان النبي ص كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي فاذن له وفي أسد الغابة بسنده عن انس مثله إلا أنه قال بدل عمر ثم جاء عثمان. قال ذكر أبي بكر وعثمان في هذا الحديث غريب جدا. ثم قال وقد روي من غير وجه عن انس. ورواه غير انس من الصحابة. ثم روي بسنده عن انس قال أهدي إلى النبي ص طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاء علي فاكل معه. وبسنده عن انس بن مالك أهدي لرسول الله ص طير فقال اللهم ائتني برجل يحبه الله ويحبه رسوله قال انس فاتى علي فقرع الباب فقلت ان رسول الله ص مشغول وكنت أحب ان يكون رجل من الأنصار ثم إن عليا فعل مثل ذلك ثم اتى الثالثة فقال رسول الله ص يا انس ادخله فقد عنيته فلما اقبل قال اللهم وال اللهم وال قال وقد رواه عن انس غير واحد حدثنا حميد الطويل وأبو الهندي ويغنم بن سالم. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن انس بن مالك قال كنت أخدم رسول الله ص فقدم لرسول الله ص فرخ مشوي فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير قال فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي ع فقلت ان رسول الله ص