أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٥٦٤
بذلت أموالها في سبيل الله وأعانت رسول الله ص جهدها على تبليغ رسالته وخففت من آلامه لاذى قومه.
وعمهما جعفر وعم أبيهما حمزة أسد الله وأسد رسوله ص وسيد الشهداء وجدهما أبو طالب ناصر رسول الله ص والمدافع عنه والمتحمل الأذى في سبيله. وجد أبيهما عبد المطلب شيبة الحمد وسيد البطحاء. وجد جدهما هاشم مطعم الحجيج وهاشم الثريد وسيد قريش:
- شرف تورث كابرا عن كابر * كالرمح انبوبا على أنبوب - * * * - خير الفروع فروعهم * وأصولهم خير الأصول - وقال رسول الله ص: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب اه فكانت ذريته ص منحصرة في الحسن والحسين وأبنائهما.
وروى النسائي في الخصائص وابن عبد البر في الاستيعاب بالاسناد عن أبي سعيد الخدري في حديث قال رسول الله ص الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
وروى النسائي بسنده عن انس بن مالك قال: دخلت أو ربما دخلت على رسول الله ص والحسن والحسين ينقلبان على بطنه ويقول ريحانتاي من هذه الأمة.
وفي أسد الغابة باسناده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ص قال نزلت هذه الآية على النبي ص انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا النبي ص فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة وانا معهم يا رسول الله، قال أنت على مكانك أنت إلى خير.
وباسناده عن زيد بن أرقم: قال رسول الله ص اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما اه.
شدة حب النبي ص لهما ووجوب محبتهما على كل واحد وان حبهما حب رسول الله ص وان بغضهما بغضه قال المفيد في الارشاد وكانا حبيبي رسول الله ص بين جميع أهله وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن انس بن مالك سئل رسول الله ص أي أهل بيتك أحب إليك قال الحسن والحسين وكان يقول لفاطمة ادعي لي ابني فيشمهما ويضمهما إليه.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أسامة بن زيد عن النبي ص أنه قال في الحسن والحسين ع وهما على وركيه هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم انك تعلم اني أحبهما فأحبهما ورواه في أسد الغابة بسنده عن النبي ص مثله. وفي الاستيعاب: روي عن النبي ص من وجوه أنه قال في الحسن والحسين اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما وفي الإصابة وعند احمد من طريق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة خرج علينا رسول الله ص ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني وقال ص من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله ادخله الجنة ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله ادخله النار. وروى أبو عمرو الزاهد في كتاب اليواقيت عن زيد بن أرقم كنت عند النبي ص في مسجده فمرت فاطمة ص خارجة من بيتها إلى حجرة رسول الله ص ومعها الحسن والحسين ع ثم تبعها علي ع فرفع رسول الله ص رأسه إلي فقال من أحب هؤلاء فقد أحبني ومن أبغض هؤلاء فقد أبغضني. وعن زيد بن أرقم ان النبي ص قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين انا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم. وعن أسلم رأيت الحسن والحسين على عاتق رسول الله ص فقلت نعم الفرس لكما فقال رسول الله ص ونعم الفارسان هما.
وروى الترمذي والنسائي في صحيحيهما بالاسناد إلى بريدة كان رسول الله ص يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله ص من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله انما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
جوامع مناقبهما روي أن الحسن والحسين ع مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء فاظهرا تنازعا يقول كل منهما للآخر أنت لا تحسن الوضوء وقالا أيها الشيخ كن حكما بيننا فتوضأ وقالا أينا يحسن الوضوء فقال الشيخ كلاكما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يحسن وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما.
وقال مدرك بن زياد لابن عباس وقد أمسك للحسن ثم للحسين بالركاب وسوى عليهما ثيابهما: أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب؟ فقال يا لكع وما تدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله ص أ وليس مما أنعم الله علي به ان أمسك لهما وأسوي عليهما. وفي تذكرة الخواص في إفراد البخاري عن ابن عباس: كان رسول الله يعوذ الحسن والحسين فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بها إسماعيل واسحق.
مناقب الحسن ع شدة محبة النبي ص له في تذكرة الخواص روى أحمد بن حنبل في المسند بسنده عن البراء بن عازب: رأيت رسول الله ص واضعا الحسن على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه متفق عليه وفي رواية فأحب من يحبه. ورواه أبو نعيم في الحلية بسنده عن البراء الا أنه قال من أحبني فليحبه. وروى أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة في حديث فجاء النبي ص فجلس بفناء بيت فاطمة ع. إلى أن قال فجاء الحسن يشتد حتى عانقه وقبله وقال اللهم أحبه وأحب من يحبه متفق عليه. وعن كتاب بشارة المصطفى عن يعلى بن مرة قال خرجنا مع النبي ص وقد دعي إلى طعام فإذا الحسن ع يلعب في الطريق فأسرع النبي ص امام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا يضاحكه حتى اخذه فجعل إحدى يديه في رقبته والاخرى على رأسه
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»
الفهرست