الله والدليل على ذات الله والسبط وأعلاها رتبة ما لقبه به جده ص في قوله عنه وعن أخيه الحسن أنهما سيدا شباب أهل الجنة وكذلك السبط لقوله ص حسين سبط من الأسباط.
نقش خاتمه: في الفصول المهمة: لكل أجل كتاب وفي الوافي وغيره عن الصادق ع حسبي الله وعن الرضا ع أن الله بالغ أمره ولعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها.
شاعره: يحيى بن الحكم وجماعة.
بوابه: أسعد الهجري.
ملوك عصره: معاوية وابنه يزيد.
أولاده له من الأولاد ستة ذكور وثلاث بنات. علي الأكبر شهيد كربلاء أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية. علي الأوسط. علي الأصغر زين العابدين أمه شاة زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس ومعنى شاة زنان بالعربية ملكة النساء. وقال المفيد: الأكبر زين العابدين والأصغر شهيد كربلاء والمشهور الأول. ومحمد. وجعفر مات في حياة أبيه ولم يعقب أمه قضاعية. وعبد الله الرضيع جاءه سهم وهو في حجر أبيه فذبحه. وسكينة أمها وأم عبد الله الرضيع الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم، كلبية معدية. وفاطمة أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله تيمية. وزينب.
والذكر المخلد والثناء المؤبد لعلي زين العابدين ع ومنه عقبه.
مناقبه ع مر الكلام على جملة مما يشترك فيه مع أخيه الحسن ع في سيرة الحسن فاغنى عن إعادته.
كرمه وسخاؤه ع دخل الحسين ع على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول وا غماه فقال وما غمك قال ديني وهو ستون ألف درهم فقال هو علي قال إني أخشى أن أموت قبل أن يقضى قال لن تموت حتى اقضيها عنك فقضاها قبل موته. ولما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين ع فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له انه شاعر فاسق فقال إن خير مالك ما وقيت به عرضك وقد أثاب رسول الله ص كعب بن زهير وقال في العباس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب وأنشأ يقول:
- لم يخب اليوم من رجاك ومن * حرك من خلف بابك الحلقه - - فأنت ذو الجود أنت معدنه * أبوك قد كان قاتل الفسقة - وكان الحسين واقفا يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فاجابه لبيك يا ابن رسول الله ص قال ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم فاخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول:
خذها فاني إليه معتذر * واعلم باني عليك ذو شفقة - - لو كان في سيرنا الغداة عصا (1) * كانت سمانا عليك مندفقه - - لكن ريب الزمان ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة - فاخذها الأعرابي وولى وهو يقول:
مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا - - وأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور - - من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في جميع الناس مفتخر - اه وقد أوردنا هذا الخبر في لواعج الاشجان بنحو آخر ولا ندري الآن من أين نقلناه، وفيه أنه قنبر هل بقي من مال الحجاز شئ قال نعم أربعة آلاف دينار فامره أن يعطيه إياها وزيادة بعد البيتين:
- لولا الذي كان من أوائلكم * كانت علينا الجحيم منطبقه - وليس فيه الأبيات الثلاثة الأخيرة مع أنها تنسب لأبي نواس في الرضا ع والله أعلم.
وعلم أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ولدا للحسين ع الحمد فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة وحشا فاه درا فقيل له في ذلك فقال وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه وأنشد الحسين ع:
- إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * على الناس طرا قبل أن تتفلت - - فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * ولا البخل يبقيها إذا ما تولت - ودخلت على الحسين ع جارية فحيته بطاقة ريحان فقال لها أنت حرة لوجه الله تعالى فقيل له تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها قال كذا أدبنا الله، قال الله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وكان أحسن منها عتقها.
وجاء إعرابي إلى الحسين ع فقال يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها فقلت في نفسي أسال أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله ص فقال الحسين ع يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فان أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل، فقال الأعرابي يا ابن رسول الله أ مثلك يسال مثلي وأنت من أهل العلم والشرف، فقال الحسين ع بلى سمعت جدي رسول الله ص يقول المعروف بقدر المعرفة، فقال الأعرابي سل عما بدا لك فان أجبت والا تعلمت منك ولا قوة إلا بالله فقال الحسين ع أي الأعمال أفضل؟ فقال الأعرابي: الايمان بالله، فقال الحسين ع: فما النجاة من الهلكة؟ فقال الأعرابي: الثقة بالله، فقال الحسين ع: فما يزين الرجل؟ فقال الأعرابي: علم معه حلم، فقال: فان أخطاه ذلك؟ فقال: مال معه مروءة، فقال: فان اخطاه ذلك؟ فقال: فقر معه صبر، فقال الحسين ع: فان اخطاه ذلك؟ فقال الأعرابي: فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فإنه أهل لذلك، فضحك الحسين ع ورمى إليه بصرة فيها ألف دينار