منكرا ذلك: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
وفي رواية أخرى فقلنا من أهل بيته نساؤه؟ قال لا لأن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده وقد بينا ذلك مفصلا في كتاب إقناع اللائم على إقامة المآتم.
حديث الثقلين روى الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين بسنده عن زيد بن أرقم قال رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وسيأتي الكلام على أحاديث الثقلين بابسط من هذا في سيرة أمير المؤمنين ع في الجزء الثاني.
ومن مناقب أهل البيت ع ما رواه الحاكم في المستدرك وقال حسن صحيح على شرط مسلم بسنده عن عبد الله بن عباس أن رسول الله ص قال يا بني عبد المطلب اني سالت الله لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم وأن يهدي ضالتكم وأن يعلم جاهلكم وسالت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار. وبسنده من رواية أحمد بن حنبل عن أبي هريرة: نظر النبي ص إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ع فقال أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.
وبسنده عن زيد بن أرقم عن النبي ص أنه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين ع أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
وبسنده عن ابن عباس وصححه قال رسول الله ص أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي وبسنده عن أبي سعيد الخدري وصححه على شرط مسلم قال رسول الله ص والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار وفي رواية إلا أكبه الله في النار.
وبسنده عن عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال رسول الله ص وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاع أن لا يعذبهم. قال الحاكم: قال عمر بن سعيد الأبح ومات سعيد بن أبي عروبة يوم الخميس وكان حدث بهذا الحديث يوم الجمعة مات بعده بسبعة أيام في المسجد فقال قوم لا جزاك الله خيرا صاحب رفض وبلاء وقال قوم جزاك الله خيرا صاحب سنة وجماعة أديت ما سمعت. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وبسنده عن عامر بن سعد عن أبيه وقال صحيح على شرط الشيخين لما نزلت هذه الآية: ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم دعا رسول الله ص عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.
وبسنده عن حنش الكناني سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة من عرفني فانا من عرفني ومن أنكرني فانا أبو ذر سمعت النبي ص يقول:
ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق أو هلك.
وفي وفاء الوفا عن علي ع: زارنا النبي ص فبات عندنا والحسن والحسين نائمان واستسقى الحسن فقام النبي ص إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يعبعبه فتناول الحسين فمنعه وبدأ بالحسن فقالت له فاطمة يا رسول الله كأنه أحب إليك قال إنما استسقى أولا ثم قال رسول الله ص إني وإياك وهذان وهذا الراقد يعني عليا يوم القيامة في مكان واحد. قال وعن أبي سعيد الخدري مثله.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق ع قال لما جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله ص بعض أمرها أعطاها كربة وهي أصل السعفة العريض الغليظ كانوا يكتبون عليه فقال تعلمي ما فيها فإذا فيها من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.
أخبارها من أخبارها بمكة ما مر في السيرة النبوية عند ذكر استجابة دعائه ع أنه لما ألقت قريش سلا الجزور على ظهره وهو ساجد جاءت فاطمة فطرحته عنه. وهاجرت إلى المدينة بعد هجرة أبيها بلا فصل حين بعث ع إلى علي أن يهاجر بها والفواطم وأراده صاحبه على دخول المدينة فقال ما أنا بداخلها حتى يأتي أخي وابنتي. ومن أخبارها بالمدينة أنه لما جرح النبي ص يوم أحد جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله فلم ينقطع الدم فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي وأحرقت حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم وفي رواية أنه ع لما انصرف إلى المدينة استقبلته فاطمة ومعها إناء فيه ماء فغسل وجهه وأنه ع دفع إليها سيفه وقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية وأن عليا ناولها سيفه وقال وهذا فاغسلي عنه فوالله لقد صدقني اليوم وأن الرسول ص قال لها خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه كما مر في وقعة أحد واختصها النبي ص بذلك ولم يعط سيفه بعض أزواجه وهن كثيرات ومدح عليا ع بالشجاعة أمامها لتسر بشجاعة بعلها.
ومن أخبارها يوم مؤتة لما قتل ابن عمها جعفر أن النبي ص دخل عليها وهي تقول: وا عماه فقال على مثل جعفر فلتبك الباكية البواكي.
وخرجت مع أبيها وبعلها يوم فتح مكة وضربت للنبي ص قبة بأعلى الوادي وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب علي إلى بيت أخته أم هاني حين بلغه أنها آوت أناسا من بني مخزوم أقرباء زوجها فلم تعرفه أم هانئ لأنه مقنع بالحديد وقالت له يا عبد الله أنا أم هانئ ابنة عم رسول الله وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فقال اخرجوا من آويتم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله فنزع المغفر فعرفته وقالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله فقال اذهبي فبري قسمك فجاءت فأخبرته فقال قد أجرت من أجرت فقالت فاطمة منتصرة لبعلها: إنما جئت يا أم هانئ تشكين عليا في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله فقال رسول الله ص لقد شكر الله لعلي سعيه وأجرت من أجارت أم هاني لمكانها من علي فجمع ص بمكارم أخلاقه بين حفظ شأن علي وإكرام أم هانئ لأجله. وقد مر من أخبارها ما جرى لها في مرض أبيها الذي توفي فيه وما قالته في ندبه وغير ذلك.