وأمر بضيافة فأجريت عليهم وامر لهم بجوائز اثنتي عشرة أوقية ونش.
ووفد جرم فقالوا له من يصلي بنا فقال ليصل بكم أكثركم جمعا أو اخذا للقرآن.
ووفد الأزد فاسلموا فقال مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وانا منكم وجعل شعارهم مبرورا.
ووفد غسان سنة عشر. ثلاثة نفر فنزلوا دار رملة بنت الحارث وأسلموا وأجازهم رسول الله ص بجوائز وقدموا على قومهم فلم يستجيبوا لهم فكتموا إسلامهم.
ووفد همدان وفدوا عليه ص وعليهم مقطعات الحبرة مكففة بالديباج فقال نعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد ومنهم ابدال وأوتاد الاسلام فاسلموا.
ووفد الرهاويين حي من مذحج سنة عشر. خمسة عشر رجلا فنزلوا دار رملة بنت الحارث فاتاهم ص فتحدث عندهم طويلا وأهدوا له هدايا منها فرس يقال له المرواح وامر به فشور بين يديه فأعجبه فاسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز الوفد ارفعهم اثنتا عشرة أوقية ونش واخفضهم خمس أواق.
ووفد غامد عشرة نزلوا ببقيع الغرقد ثم لبسوا من صالح ثيابهم وانطلقوا إلى رسول الله ص فاسلموا وكتب لهم كتابا فيه شرائع الاسلام واتوا أبي بن كعب فعلمهم قرآنا وأجازهم رسول الله ص كما يجيز الوفد.
ووفد النخع رجلان بعثهما قومهما إليه ص وافدين باسلامهم فبايعاه على قومهما فاعجب رسول الله ص شأنهما وحسن هيئتهما فقال هل وراءكما من قومكما مثلكما قالا يا رسول الله قد خلفنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا فقال اللهم بارك في النخع.
وقدم عليه وفد النخع من اليمن سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل فنزلوا دار رملة بنت الحارث وهم آخر من قدم من الوفد على رسول الله ص فجاءوا مقرين بالاسلام وكانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن.
ووفد حضرموت قدموا مع وفد كندة وهم ملوك حضرموت فمنهم وائل بن حجر الحضرمي من ملوك حضرموت وقال جئت راغبا في الاسلام والهجرة فدعا له ونودي الصلاة جامعة سرورا بقدومه قال ابن سعد وامر رسول الله ص معاوية بن أبي سفيان ان ينزله فمشى معه ووائل راكب فقال له معاوية الق إلي نعلك قال لا لأني لم أكن لألبسها وقد لبستها قال فاردفني قال لست من ارادف الملوك قال إن الرمضاء قد أحرقت قدمي قال امش في ظل ناقتي كفاك به شرفا.
ووفد غافق فقالوا يا رسول الله نحن الكواهل من قومنا وقد أسلمنا وصدقاتنا محبوسة بأفنيتنا فقال لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم.
ووفد أسلم فقالوا قد آمنا بالله ورسوله واتبعنا منهاجك فقال ص أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وكتب لهم كتابا فيه ذكر الصدقة والفرائض في المواشي.
ووفد نجران كتب ص إلى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى فيهم العاقب وهو عبد المسيح من كندة وهو أميرهم وهو الذي يصدرون عن رأيه وأبو الحارث بن علقمة من بني ربيعة وهو أسقفهم وحبرهم وامامهم وصاحب مدارسهم واخواه كرز والسيد وهو صاحب رحلتهم فتقدمهم كرز وهو يقول:
- إليك تغدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها - - مخالفا دين النصارى دينها - ثم قدم الوفد بعده فدخلوا المسجد عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحرير فقاموا يصلون في المسجد نحو المشرق فقال رسول الله ص دعوهم واعرض عنهم ولم يكلمهم من أجل زيهم فجاءوا من الغد بزي الرهبان فسلموا عليه فرد عليهم ودعاهم إلى الاسلام فأبوا فدعاهم إلى المباهلة ثم صالحوه على جزية معينة ووقع بعد ذلك منهم ناس بالعراق فنزلوا النجرانية التي بناحية الكوفة. ويأتي خبر المباهلة مفصلا في أحوال أمير المؤمنين ع.
ووفد جيشان فسألوه عن أشربة تكون باليمن البتع من العسل والمرز من الشعير فقال هل تسكرون منها قالوا إن أكثرنا سكرنا قال فحرام قليل ما اسكر كثيره وقال كل مسكر حرام.
كتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام ننقلها من الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي وقد ننقل بعض الأخبار من السيرة الحلبية روى ابن سعد في الطبقات ان رسول الله ص لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست ارسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام وكتب إليهم كتبا، فقيل: يا رسول الله ان الملوك لا يقرأون كتابا الا مختوما، فاتخذ يومئذ خاتما من فضة فصه منه نقشه ثلاثة أسطر: محمد رسول الله ص فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد وذلك في المحرم سنة سبع.
1 كتابه إلى النجاشي ملك الحبشة فكان أول رسول بعثه رسول الله ص عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يدعوه إلى الاسلام ويتلو عليه القرآن وكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة سلام أنت (1) فاني احمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى حملته من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وان تتبعني وتوقن بالذي جاءني فاني رسول الله واني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى.
2 كتابه إلى قيصر ملك الروم المدعو هرقل.
أرسله مع دحية بن خليفة الكلبي وهو أحد الستة المتقدمة سنة سبع من الهجرة وأمره ان يدفعه إلى عظيم بصرى الحارث ملك غسان، ليدفعه إلى قيصر. قال صاحب السيرة الحلبية: فأرسل الحارث معه عدي بن حاتم ليوصله إلى قيصر. وقال ابن أسعد: فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر