نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد أن عذابك بالكافرين ملحق اه إلى غير ذلك. فإذا كان شذاذ منا ومنكم سبقهم الاجماع ولحقهم رووا ما اتفق المحققون والجمهور منا ومنكم على بطلانه ودلت ركاكته على أنه ليس من القرآن فكيف تلصقون بنا عيبه وتبرؤون أنفسكم؟ ما هذا بانصاف.
وأعاد الرافعي هذه المهزلة في كتابه تحت راية القرآن فقال في صفحة 190 وقديما ما أفسد شيخ الرافضة هشاما كذا ابن الحكم الاصحبة أبي شاكر الديصاني أمام الديصانية وكان هذا أبو شاكر رجلا يظهر الاسلام ويبطن الزندقة كما يظهر بعض المستشرقين الميل إلى العربية وينطوي على هدم الاسلام بهذا الميل وعلى استعمار أرضه واستعباد أهله والعجب أن مذهب الرافضة هو بعينه مذهب هذه الفئة من المستشرقين فان أكبر شأنهم جحد الرسالة لمحمد ص والتكذيب بالقرآن ورد ما أجمعت عليه الأمة اه.
ونقول: هشام بن الحكم من أجلاء أصحاب الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق إمام أهل البيت الطاهر لا من أصحاب الديصاني إمام الديصانية كما زعم الرافعي ولا غيره ويبرأ من الديصاني ومن كل زنديق. وعلى الصادق ع تلمذ ومنه تعلم ولكن الرافعي ما أفسده إلا التقليد الأعمى والتعصب الذميم فليدلنا الرافعي على ماخذ ما يدعيه إن كان من الصادقين وقد أشرنا عند ذكر كلام ابن حزم وسنبين في ترجمة هشام في بابه إن شاء الله جلالة قدره وكذب ما افترى به عليه.
أما قوله إن بعض المستشرقين يظهر الميل إلى العربية وينطوي على هدم الاسلام واستعمار أرضه واستعباد أهله فالله يعلم أنه ما مهد للمستشرقين ودولهم ومكنهم من هدم الاسلام واستعمار أرضه واستعباد أهله إلا أمثال الرافعي الذين لا يفترون جهدهم عن تفريق الكلمة وتشتيت شمل المسلمين حتى في مثل هذا العصر الذي استعمرت فيه بلاد المسلمين واستعبد أهلها ويسئ إلى تسعين مليونا من المسلمين ومحافظين على أصول الاسلام وفروعه أضعاف ما يدعيه الرافعي لنفسه ويجعل مذهبهم بعينه مذهب من ينطوي على هدم الاسلام ويفتري عليهم بان أكبر شأنهم جحد الرسالة والتكذيب بالقرآن ورد ما أجمعت عليه الأمة، وحاشا الشيعة أن يكون أكبر شأنهم جحد الرسالة فهم الذين اعترفوا بنبوة محمد ص وقالوا بعصمته وعصمة جميع الأنبياء ص عن الصغائر والكبائر قبل البعثة و بعدها وعن السهو والنسيان وعن الهجر وبأنه لم يظن إذا أبطا عنه جبرائيل أنه بعث إلى غيره وعن أن يجري الشيطان على لسانه ويزيد في قراءته تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، وصدقوا بكتاب ربهم وجعلوا ما أجمعت عليه الأمة دليلا قاطعا كالكتاب والسنة كما تشهد به كتبهم في أصول الفقه ولم يدعوا الاجماع في محل الخلاف والنزاع.
هؤلاء هم الشيعة أيها الرافعي ولو افتريت عليهم ألف افتراء فقديما ما افتري على الأنبياء والمرسلين ونسبوا إلى السحر والكذب والجنون فما ضرهم ذلك شيئا.
ومن غرائب الرافعي في كتابه هذا الذي سماه تحت راية القرآن أنه قال : ما يزال المسلمون يروون إلى اليوم قول ابن الزبعري:
- حياة ثم موت ثم نشر * حديث خرافة يا أم عمرو - وقال في الحاشية ينسب هذا البيت لأبي نواس أيضا ولديك الجن اه ونسبة البيت إلى ابن الزبعري كنسبة قفا نبك إلى امرئ القيس وبانت سعاد إلى كعب بن زهير لا مساس له بشعر أبي نواس ولا ديك الجن المسلمين باتفاق المسلمين ولكنهما من الشيعة.
وأورد في كتابه المذكور أن طه حسين قال في حق أبي سفيان عند فتح مكة أنه نظر فإذا هو بين اثنتين اما أن يمضي في المقاومة فتقنى مكة واما ان يصانع ويصالح ويدخل فيما دخل فيه الناس وينتظر لعل هذا السلطان السياسي الذي انتقل من مكة إلى المدينة ومن قريش إلى الأنصار أن يعود إلى قريش وإلى مكة مرة أخرى وألقى الرماد على هذه النار التي كانت متأججة بين قريش والأنصار وأصبح الناس جميعا في ظاهر الامر إخوانا مؤتلفين في الدين وقد طال انتظار أبي سفيان حتى قام حفيده يزيد بن معاوية فانتقم من غزوة بدر في وقعة الحرة ويزيد صورة صادقة لجده أبي سفيان في السخط على الاسلام وما سنه للناس من سنن اه.
ثم قام الرافعي يدافع عن أبي سفيان ويعدد مناقبه ثم قال: على أن الذي ما يقضى منه العجب ان رأي طه حسين هذا هو بعينه ونصه رأي الرافضة ومذهبهم فقد زعموا أن الصحابة كانوا منافقين في حياة رسول الله ص فكيف يتفق كل هذا في كتاب الجامعة وهل الذي فيها أستاذ للآداب أم هو أستاذ للكفر والرفض اه.
ونقول لندع للرافعي مناظرته مع طه حسين ورده عليه ولكنا نسأل الرافعي لما ذا لم يذكر في مناقب أبي سفيان حديث الراكب والسائق والقائد وما قاله أبو سفيان لما بويع عثمان وما قاله لما وقف على قبر حمزة وما جرى له مع علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي ص وما كان يقوله في حرب الروم مما حفظه التاريخ ورواه أهل نحلته ولما ذا نسي ذلك وغاب عن ذاكرته ونقول أيضا: إن الشيعة لم يقولوا ولن يقولوا ان الصحابة كانوا منافقين ولكنهم يقولون إنهم لم يكونوا كلهم على صفة واحدة ووتيرة واحدة بل كانت درجاتهم متفاوتة ويقولون كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: ومن أهل المدينة مردوا على النفاق الآية.
ومن دلائل انصاف الرافعي وتحريه الحقيقة انه جعل اتباع أهل البيت وشيعتهم مثلا يستشهد به لأقواله بغير ربط ولا مناسبة مما دل على اتقاد نار العداوة والعصبية في قلبه الذي أنطق لسانه بكل هذا الفحش وأخرجه إلى سوء القول ونعم الحكم الله.
كلام احمد امين المصري في حق علي وشيعته تكلم احمد امين في علي وشيعته في كتابه فجر الاسلام وفي كتابه ضحى الاسلام ونحن ننقل كلامه في الكتابين ثم نعلق عليه ما يصل إليه نظرنا سائلين منه تعالى الهداية والتوفيق:
كلامه في فجر الاسلام في علي.
قال في كتاب فجر الاسلام (1): وشخصية رابعة هي أصعب ما يكون تصويرا دخلها من المبالغات والأكاذيب ما وقف المؤرخ حائرا تلك هي شخصية علي بن أبي طالب فليس هناك من الشخصيات في ذلك العصر ما دار حوله الجدل وأفرط فيه المحبون والكارهون واختلق حوله المختلقون