رواية إذا مشى تقلع (1) كأنما ينحدر من صبب أو كأنما يمشي في صبب وفي أخرى إذا مشى تكفا (2) كأنما يمشي في صعد (3) وفي رواية تكفا تكفؤا كأنما ينحط من صبب إذا التفت التفت جميعا كان عرقه في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر إذا جاء مع القوم غمرهم (4) ليس بالقصير ولا بالطويل وفي رواية كان ربعة من القوم وفي رواية ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة وفي أخرى وهو إلى الطول أقرب. ولا بالعاجز ولا اللئيم لم أر قبله ولا بعده مثله تدوير اجرد (5) أجود الناس كفا واجرأ الناس قلبا وأوسع الناس صدرا واصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه (6) ومن خالطه معرفة أحبه (7) يقول باغته أو ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله ص اه.
ومما وصفه به بوابه انس بن مالك فيما رواه ابن سعد في الطبقات فقال: ليس بالأبيض الأمهق (8) ولا بالآدم (9) وفي رواية كان أسمر وهو ينافي الروايات الكثيرة القائلة انه كان أبيض مشربا بحمرة: وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من ريحه كثير العرق. وسئل سعد بن أبي وقاص كما في طبقات ابن سعد هل خضب رسول الله ص قال لا كان شيبه في عنفقته وناصيته ولو أشاء أعدها لعددتها. وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن الحسن بن علي ع انه سال خاله هند بن أبي هالة التميمي عن حلية رسول الله ص وكان وصافا فقال: كان رسول الله ص فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب (10) عظيم الهامة رجل الشعر (11) ان انفرقت عقيصته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره (12) أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن. بينهما عرق يدره الغضب اقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم (13) كث اللحية ضليع الفم (14) مفلج الأسنان دقيق المسربة كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك (15) سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب (16) شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف (17) خمصان الأخمصين (18) مسيح القدمين ينبو عنهما الماء (19) إذا زال زال قلعا (20) يخطو تكفؤا (21) ويمشي هونا (22) ذريع المشية (23) خافض الصوت نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء (24) جل نظره الملاحظة (25) يسبق من لقيه بالسلام ويبدر أصحابه بالمصافحة دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير دمثا (26) ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وان دقت لا يذم ذواقا (27) ولا يمدحه لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد (28) ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث يضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى وإذا غضب اعرض وأشاح (29) وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام اه.
أخلاقه واطواره وآدابه قال ابن شهرآشوب في المناقب: أما آدابه فقد جمعها بعض العلماء والتقطها من الاخبار.
كان النبي ص أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم لا يثبت عنده دينار ولا درهم لا يأخذ مما آتاه الله الا قوت عامه