هناك وحيث أن حكومة تلك البلاد كانت للطائفة المعروفة جك ترم كأم اهتمت في تقوية السيد المذكور فانتشر مذهب الشيعة تدريجا وأكثر عساكر تلك البلاد مثل طائفة ونه وطائفة هكربان وطائفة رانكر هم شيعة ومن أهل المدينة الساكنين محلة حسن آباد ومحلة زدبيل التي فيها خانقاه مير شمس العراقي وكلهم شيعة وهكذا أولاد بابا علي الذين هم من خلفاء مير شمس ومريديه وهم جمع كثير كلهم شيعة فدائية وبسوكة المشتملة على مائتي قرية كلها شيعة مع قرى متفرقة أخرى أهلها شيعة يطول الكلام بتفصيلها اه وما زال التشيع يزداد في بلاد الهند ولا شك أنه ازداد عن عهد صاحب المجالس لأن التشيع فيها بسبب الحرية التامة يزيد آنا فانا.
قم في معجم البلدان بالضم وتشديد الميم أول من مصرها طلحة ابن الأحوص الأشعري وذكر بعضهم أن أهلها كلهم شيعة إمامية وكان بدء تمصيرها سنة 83 وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشرة نفسا من علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته اخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن واسحق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان فنزل هؤلاء الإخوة على هذه القرى حتى افتتحوها واستولوا عليها وانتقلوا إليها واستوطنوها واجتمع إليهم بنو عمهم وصارت السبع القرى سبع محال بها وسميت باسم إحداها وهي مكندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما، وكان متقدم هؤلاء الإخوة عبد الله بن سعد وكان له ولد قد ربي بالكوفة فانتقل منها إلى قم وكان إماميا وهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط اه وفي مجالس المؤمنين: قم خرج منها كثير من أكابر وأفاضل ومجتهدي الشيعة الإمامية ، ووردت أخبار عديدة في فضل قم وأهل قم عن الرسول ص والأئمة ع وعن الإمام جعفر الصادق ع ألا أن لله حرما وهو مكة، ألا أن لرسول الله ص حرما وهو المدينة، ألا أن لأمير المؤمنين ع حرما وهو الكوفة، ألا أن حرمي وحرم ولدي من بعدي قم، ألا أن قما كوفة صغيرة الحديث.
ك الكاظمية أو بلد الكاظمين ع بلد كبير كثير الخيرات وهي التي كان يقال لها مقابر قريش وباب التبن ولما دفن بها الإمامان موسى بن جعفر الكاظم وحفيده محمد بن علي الجواد ع صارت حضرتهما مزارا وسكن الناس في جوارهما حتى صارت بلدة كبيرة وجميع أهلها شيعة وخرج منها كثير من أعاظم العلماء.
كربلاء مدينة كبيرة كثيرة الخيرات فيها مدفن السبط الشهيد ريحانة رسول الله ص الحسين بن علي ع أهلها شيعة.
كرخ بغداد قال ياقوت في معجم البلدان: كانت الكرخ أولا في وسط بغداد والمحال حولها فاما الآن فهي محلة وحدها منفردة في وسط الخراب وحولها محال إلا أنها غير مختلطة بها، وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية اه.
كرك نوح قال ياقوت: الكرك قرية كبيرة قرب بعلبك بها قبر طويل يزعم أهل تلك النواحي أنه قبر نوح ع اه أقول وهي من بلدان الشيعة التي أخرجت عددا وافرا من العلماء وكانت إليها الرحلة لطلب العلم وهي بلد المحقق الثاني.
كرمان في معجم البلدان بالفتح وربما كسر والفتح أشهر ثم السكون وآخره نون ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس وخراسان اه ملخصا، ويظهر منه أن أهلها قديما لم يكونوا شيعة وهم اليوم شيعة، ومما ذكره أن قطن بن قبيصة الهلالي انتهى إلى نهر لم يقدر أصحابه على عبوره فقال من جازه فله ألف درهم فجازوه فوفى لهم وكان ذلك أول يوم سميت الجائزة جائزة، قال الجحاف من أبيات:
- هم سنوا الجوائز في معد * فصارت سنة أخرى الليالي - كرمانشاه هكذا يقال لها اليوم واسمها عند الفرس كرمانشاهان أي كرمان الملوك والعرب يسمونها قرميسين قال ياقوت: وهو تعريب كرمانشاهان اه وهو بلد معروف كثير الخيرات نزلناه في سفرنا إلى المشهد المقدس سنة 1352 1353 وعلى نحو فرسخ منه طاق في جنب جبل يسمى طاق بوستان فيه صور عدة ملوك وفيه صور ابرويز وفرسه شبديز وشيرين جاريته التي ينسب إليها قصر شيرين وصور ملوك آخرين وصور جماعة بأيديهم القسي يرمون بها الصيد وصور حيوانات أهلية ووحشية، ويجري من أسفل ذلك الجبل نهر كبير وقد صور أمير البلد السابق القاجاري نفسه في موضع من هذا الجبل وعلى مسافة منها في طريق همذان المكان المسمى بيستون وفيه صورة دارا الذي يسمى داريوش منحوتة في الصخر ووراءه خادم بيده حربة وأمامه تسعة من الملوك مسلسلون وتحت رجليه أحدهم قد داسه بهما وكتابة بثلاثة أقلام المسماري والفهلوي ولسان آخر، وفي الأعلى صورة بأجنحة رمزا إلى الآلهة، وفي طاق بوستان كذلك، وأهل كرمانشاه جلهم شيعة.
الكوفة وشهرتها تغني عن وصفها وهي معدن الشيعة ومحبي أهل البيت اشتهرت بذلك قديما وحديثا حتى قال أبو تمام:
- وكوفني ديني على أن منصبي * شام ونجري آية ذكر النجر - وتكلم رجل على الصادق جعفر بن محمد ع فقال له آخر لو تكلمت بهذا في الكوفة لأخذتك النعال من كل جانب، ولما ظهرت دولة بني العباس بالكوفة بنى السفاح الهاشمية ثم انتقل عنها المنصور لقربها من الكوفة لكون هوى أهلها هوى أهل البيت، وفي معجم البلدان عند ذكر خراسان أن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس لما أرسل دعاته نهاهم عن بلدان منها الكوفة وقال أن هناك شيعة علي وولده وأمرهم بقصد خراسان وعن أمير المؤمنين ع هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا وفي نهج البلاغة عند ذكر الكوفة وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل قال قطب الدين محمد بن الحسين الكيدري في شرح النهج: فمن الجبابرة الذين ابتلاهم بشاغل زياد وقد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا ص فخرج الحاجب وقال انصرفوا فان الأمير مشغول وقد أصابه الفلج في هذه الساعة. وابنه عبيد الله أصابه الجذام والحجاج تولدت الحيات في بطنه حتى هلك، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف أصابهما البرص، وخالد القسري حبس فطولب حتى مات جوعا، وأما الذين رماهم الله بقاتل فعبيد الله بن زياد ومصعب بن الزبير وأبو السرايا وغيرهم قتلوا جميعا ويزيد بن المهلب قتل