ولدت لستة أشهر فهم برجمها فقال له علي إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك أن الله تعالى يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ويقول جل قائلا والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة فإذا كانت مدة الرضاعة حولين كاملين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل فيها ستة أشهر فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك فعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عنهم إلى يومنا هذا اه ورواه أيضا ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن أبي حرب عن أبي الأسود ورواه يوسف بن محمد البلوي في كتاب ألف باء فيما حكي عنهما.
وقد أشار إلى هاتين الواقعتين في المجنونة التي زنت والتي ولدت لستة أشهر أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي المالكي في كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب فقال في ترجمة علي ع من كتاب الاستيعاب ما لفظه: وقال في المجنونة التي أمر برجمها عمر وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها فقال له علي ان الله تعالى يقول: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا الحديث وقال إن الله رفع القلم عن المجنون. الحديث فكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر. قال وقد روي مثل هذه القصة لعثمان مع ابن عباس وعن علي أخذها ابن عباس اه.
الحامل الزانية في الارشاد: روي أنه أي عمر أتى بحامل قد زنت فامر برجمها فقال له علي هب إن لك سبيلا عليها أي سبيل لك على ما في بطنها والله تعالى يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال عمر لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو الحسن ثم قال فما أصنع بها قال احتط عليها حتى تلد فإذا ولدت ووجدت لولدها من يكفله فاقم عليها الحد.
وقد نقلنا في الجزء الثاني من معادن الجواهر ثلاثا وأربعين قضية من عجائب قضايا أمير المؤمنين ع فاغنى عن إيرادها هنا فليرجع إليه من أرادها.
وعندنا كتاب عجائب أحكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص رواية محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده هكذا كتب في أوله وفيه عدد وافر من قضاياه ع مروية باسناد واحد وهو علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن الأصبغ بن نباتة ويرويه عن علي بن إبراهيم ولده محمد كما مر وتاريخ كتابة النسخة سنة 410 أو 420 ه وكتب عليه أيضا ما صورته نسخ منه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الكرخي في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بلغ مناه في آخرته ودنياه اه. وقد جمعنا كتابا في قضاياه وأحكامه ومسائله العجيبة وأدرجنا في ضمنه الكتاب المذكور وهو مطبوع.
الرابع عشر قوله ص انا مدينة العلم وعلي بابها. في الاستيعاب:
روي عن النبي ص أنه قال انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه وفي أسد الغابة بسنده عن ابن عباس قال رسول الله ص انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه وروى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن علي بن أبي طالب قال رسول الله ص انا دار الحكمة وعلي بابها ثم قال رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي ص مثله وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول الله ص انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون اه ثم روى عن الدوري أنه قال سالت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال ثقة فقلت أ ليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش انا مدينة العلم قال قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون. ثم روى عن صالح بن محمد بن حبيب الحافظ انه سئل عن أبي الصلت الهروي فقال دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فلما خرج قلت له ما تقول في أبي الصلت قال هو صدوق قلت إنه يروي حديث انا مدينة العلم وعلي بابها قال قد روى ذاك الفيدي كما رواه أبو الصلت ثم ذكر رواية الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن العباس قال رسول الله ص انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب قال الحسين بن فهم حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية قال الحاكم ليعلم المستفيد لهذا العلم ان الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ ثم قال ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري باسناد صحيح وذكر السند إلى جابر بن عبد الله سمعت رسول الله ص يقول انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. وذكر الذهبي في تلخيص المستدرك قدحا في هذا الحديث ذكرناه مع جوابه في ترجمة أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح.
الخامس عشر انه لم يقل أحد سلوني قبل ان تفقدوني غيره ففي الاستيعاب بسنده عن سعيد بن المسيب ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب، وروى أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية بسنده عن ابن شبرمة أنه قال ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلا علي بن أبي طالب حكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج. وفي الاستيعاب روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية وانا اعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل وفي الإصابة بسنده عن أبي الطفيل كان علي يقول سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أ نزلت بليل أو نهار. قال السيوطي في الاتقان واما علي فقد روي عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وانا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل اه وهذا الكلام قاله من جملة خطبة خطبها لما بويع بالخلافة فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب فقال لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك فقال ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره فقال كيف رأيته صفه لنا قال ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ويلك يا ذعلب ان ربي لا يوصف بالبعد ولا بالقرب ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بقيام قيام انتصاب ولا بجيئة وذهاب لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبر لا يوصف بالكبر جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا بعبادة مدرك لا بمحسة قائل لا بلفظ هو في الأشياء