وامتناعه من أن يحدث بتلك الرؤيا. ونهي عبد الله بن مطيع له وقوله والله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك وأباء الحسين ع إلا أن يمضي.
وقول الاعراب له أنا لا نستطيع ان نلج ولا نخرج: القاضي باستيلاء بني أمية استيلاء تاما وخطورة الامر. وأخبار أخته زينب ع بما سمعته حين نزل الخزيمية وما رآه في منامه بالثعلبية وقوله لأبي هريرة: وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية ونظره إلى بني عقيل حين أخبره الأسديان بقتل مسلم وهانئ وأشارا عليه بالرجوع وأخبراه أنه ليس له بالكوفة ناصر بل هم عليه وقوله لهم ما ترون فقد قتل مسلم وامتناعهم عن الرجوع ليس له بالكوفة ناصر بل هم عليه ما ترون فقد قتل مسلم وامتناعهم عن الرجوع حتى يموتوا أو يدركوا ثارهم وقوله للأسديين لا خير في العيش بعد هؤلاء فان الذي يظهر انه كان يريد أن يجيبوا بالامتناع عن الرجوع ليعتذر بذلك إلى الأسديين وإنه عازم على عدم الرجوع على كل حال. وقوله لأصحابه حين جاءه خبر مسلم وهانئ وعبد الله بن يقطر أنه قد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف وعدم رجوعه بعد تفرقهم عنه وبقائه في أصحابه الذين صحبوه من المدينة ويسير من غيرهم وإشارة عمرو بن يواذان عليه بالرجوع وقوله له والله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف ونهيه إياه عن المسير لان الذين كتبوا إليه لم يكفوه مؤونة القتال وقول الحسين ع له ليس يخفى علي الرأي ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره وقوله والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي وقوله وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني وكتابه الذي كتبه إلى بني هاشم حين توجه إلى العراق: اما بعد فإنه لمن لحق بي استشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح. إلى غير ذلك مما يقف عليه المتتبع والمتأمل وهذه كلها ما بين صريح أو ظاهر في المطلوب كما لا يخفى.
خطبه مر أنه خطب بكربلاء في أشد الساعات بلاء التي تذهل فيها العقول وتطيش الألباب وتخرس الألسنة وتبلبل الخطباء وتحضر الفصحاء فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أفصح في منطق منه وأنه قال ما لا يحصى كثرة وان ابن سعد قال ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر ومر جملة من كتبه إلى أهل الكوفة والبصرة ومر جملة من خطبه في مكة حين عزم على المسير إلى العراق وفي كربلاء في عدة مناسبات.
خطبته عند مسير أبيه إلى صفين ومن خطبه ما خطب به في الكوفة لما أراد أبوه أمير المؤمنين ع المسير إلى حرب صفين رواها نصر بن مزاحم في كتاب صفين وهي مع كونها في ساعة الرخاء ليست دونها خطبه التي كانت بكربلاء عند أشد الشدائد فذكر نصر أن أمير المؤمنين خطب أولا ثم خطب ابنه الحسن ثم خطب الحسين ع فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدثار جدوا في إطفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم ألا إن الحرب شرها وريع وطعمها فظيع فمن أخذ لها أهبتها واستعد لها عدتها ولم يألم كلومها قبل حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن ان لا ينفع قومه وأن يهلك نفسه نسأل الله بقوته أن يدعمكم بالفيئة.
من خطبة أخرى له ع في كشف الغمة: خطب ع فقال: إن الحلم زينة والوفاء مروءة والصلة نعمة والاستكبار صلف والعجلة سفه والسفه ضعف والغلو ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر ومجالسة أهل الفسق ريبة.
خطبة أخرى له ع في كشف الغمة أيضا: خطب الحسين ع فقال: أيها الناس نافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوه واكسبوا الحمد بالنجح ولا تكسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لاحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته ضمين فإنه أجزل عطاء وأعظم اجرا واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب اجرا فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغص دونه الأبصار. أيها الناس من جاد ساد ومن بخل رذل وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة وإن أوصل الناس من وصل من قطعه والأصول على مغارسها بفروعها تسمو فمن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته وصرف عنه بلاء الدنيا ما هو أكثر منه. ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحب المحسنين.
بعض ما نقل من مواعظه وحكمه وآدابه كان ع يقول: شر خصال الملوك الجبن عن الأعداء والقسوة على الضعفاء والبخل عن الاعطاء. وقال ع صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده.
بعض حكمه القصيرة منقولة من تحف العقول قال رجل عند الحسين ع إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع فقال الحسين ع ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر وقال ع: ما أخذ الله طاعة أحد إلا وضع عنه طاعته ولا أخذ قدرته إلا وضع عنه كلفته.
وقال ع لرجل اغتاب عنده رجلا يا هذا كف عن الغيبة فإنها أدام كلاب النار.
وقال ع ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة.
وقال لابنه علي بن الحسين ع أي بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله جل وعز، وسأله رجل عن معنى قول الله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث قال أمره أن يحدث بما أنعم الله به عليه في دينه.
وقال ع: من علامات القبول الجلوس إلى أهل العقول. من دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر. إياك وما يعتذر منه فان المؤمن لا يسئ ولا يعتذر والمنافق كل يوم يسئ ويعتذر وقال