قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية " (يوم يقوم الناس لرب العالمين) قال: فكيف إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم ". وأخرج أبو يعلى وابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يوم يقوم الناس لرب العالمين) بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة، فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى الغروب إلى أن تغرب. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إذا حشر الناس قاموا أربعين عاما. وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعا. وأخرج الطبراني عن ابن عمر أنه قال:
يا رسول الله كم مقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة؟ قال: ألف سنة لا يؤذن لهم. وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها، فيهبط بها إلى الأرض فتأبى أن تقبلها، فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجين، وهو خد إبليس، فيخرج لها من تحت خد إبليس كتابا فيختم ويوضع تحت خد إبليس. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال (سجين) أسفل الأرضين. وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " الفلق جب في جهنم مغطى، وأما سجين فمفتوح " قال ابن كثير: هو حديث غريب منكر لا يصح. وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (سجين) الأرض السابعة السفلى. وأخرج ابن مردويه عن جابر نحوه مرفوعا. وأخرج عبد بن حميد وابن ماجة والطبراني والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت: إن لقيت ابني فأقرئه منى السلام، فقال: غفر الله لك يا أم بشر نحن أشغل من ذلك، فقالت: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة حين شاءت، وإن نسمة الكافر في سجين؟ قال: بلى، قالت: فهو ذلك ". وأخرج ابن المبارك نحوه عن سلمان. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تغلف قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله سبحانه في القرآن (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ".
سورة المطففين (18 - 36)