ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغينا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين [64] اللغة: اليد: تذكر في اللغة على خمسة أوجه: الجارحة، والنعمة، والقوة، والملك، وتحقيق إضافة الفعل. فالنعمة في قولهم لفلان عندي يد أشكرها أي:
نعمة، قال عدي بن زيد:
ولن أذكر النعمان إلا بصالح * فإن له عندي يديا وأنعما جمع يدا على يدي: كالكليب والعبيد، وحسن التكرار لاختلاف اللفظين.
واليد: للقوة في نحو قوله تعالى: (أولي الأيدي والابصار) أي ذوي القوى والعقول، وأنشد الأصمعي للغنوي:
فاعمد لما تعلو فمالك بالذي * لا تستطيع من الأمور يدان يريد ليس لك به قوة، وعلى هذا ما ذكره سيبويه من قولهم: لا يدين بها لك، ومعنى هذه التثنية المبالغة في نفي الاقتدار، والقوة على الشئ. واليد بمعنى الملك: في نحو قوله: (الذي بيده عقدة النكاح) أي يملك ذلك، وهذه الضيعة في يد فلان أي: في ملكه. واليد بمعنى التولي للشئ، وإضافة الفعل، في نحو قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) أي لما توليت خلقه تخصيصا لآدم، وتشريفا له بهذا، وإن كان جميع المخلوقات هو خلقها لا غير، وتقول: يدي لك رهن بالوفاء إذا ضمنت له شيئا، وكأن معناه اجتهادي وطاقتي. وتستعمل أيضا حيث تراد النصرة، وذلك مثل ما جاء في الحديث: " وهم يد على من سواهم " أي. نصرتهم واحدة، وكلمتهم مجتمعة على من تشق عصاهم. قال أحمد بن يحيى بن ثعلب: اليد الجماعة، ومنه الحديث: " وهم يد على من سواهم ". وقد يستعار اليد للشئ الذي لا يد له، تشبيها بمن له اليد. قال ابن الأعرابي: يد الدهر: الدهر كله يقال لا آتيه يد الدهر، ويد المسند (1)، قال ذو الرمة: