وبتأويل القرآن يعني أن العطف للتفضيل لا المباينة.
(ولا يدخل الخضراوات) قطعا (كالقثاء والخيار) والقرع والجزر والباذنجان و (في البطيخ إشكال) من الشك في شمول الاسم له عادة وأيضا من نحو قوله (عليه السلام): نعم الفاكهة البطيخ (1) وما روي أنه (عليه السلام): كان يحب من الفاكهة البطيخ والعنب (2) وهو اختيار الشيخ (3) ومن نحو قول الصادقين (عليهما السلام) لزرارة:
أنه (عليه السلام) عفى عن الخضر فقال: وما الخضر قال: كل شيء لا يكون له بقاء البقل والبطيخ والفواكه (4) لظهور العطف في المغايرة، وهو خيرة التلخيص (5).
(والأدم) بالضم وبضمتين جمع إدام ككتاب وهو (ما يؤتدم به) الخبز أي يطيب ويصلح، ومدار التركيب على الموافقة والملائمة (يابسا كالملح) والتمر (ورطبا كالدبس) لعموم الاسم، ولما روى يوسف بن عبد الله بن سلام أنه: رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ كسرة من خبز الشعير فوضع عليها تمرة فقال: هذه إدام هذه (6). وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد إدامكم الملح (7). وقوله: سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم (8). ولبعض العامة (9) قول باختصاصه بما يصطبغ به وهو المائع. وقد حكى ذلك في الخلاف مع حكايته أنه لا خلاف في الحنث بالملح (10).
(ولو حلف: لا يأكل خلا فاصطبغ به حنث) إذ لا يؤكل مثله إلا بنحو ذلك (بخلاف) ما لو أكل (السكباج) المستهلك فيه الخل، كما في المبسوط (11)