فعطف القول على التعار انتهى و يحتمل أن تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ لأنه قد يصوت بغير ذكر فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى و هذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه و إنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر و استأنس به و غلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه و يقظته فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته و قبول صلاته (قوله حدثنا صدقة) هو ابن الفضل المروزي و جميع الإسناد كله شاميون و جنادة بضم الجيم و تخفيف النون مختلف في صحبته (قوله عن الأوزاعي قال حدثنا عمير بن هانئ) كذا لمعظم الرواة عن الوليد بن مسلم وأخرجه الطبراني في الدعاء من رواية صفوان بن صالح عن الوليد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانئ و أخرجه الطبراني فيه أيضا عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي و هو الحافظ الذي يقال له دحيم عن أبيه عن الوليد مقرونا برواية صفوان بن صالح وما أظنه الا وهما فإنه أخرجه في المعجم الكبير عن إبراهيم عن أبيه عن الوليد عن الأوزاعي كالجادة و كذا أخرجه أبو داود و ابن ماجة و جعفر الفريابي في الذكر عن دحيم و كذا أخرجه ابن حبان عن عبد الله بن سليم عن دحيم و رواية صفوان شاذة فإن كان حفظها عن الوليد احتمل ان يكون عند الوليد فيه شيخان و يؤيده ما في آخر الحديث من اختلاف اللفظ حيث جاء في جميع الروايات عن الأوزاعي فإنه قال اللهم اغفر لي الخ و وقع في هذه الرواية كان من خطاياه كيوم ولدته أمه و لم يذكر رب اغفر لي و لا دعاء و قال في أوله ما من عبد يتعار من الليل بدل قوله من تعار لكن تخالف اللفظ في هذه أخف من التي قبلها (قوله له الملك وله الحمد) زاد علي بن المديني عن الوليد يحيى و يميت أخرجه أبو نعيم في ترجمة عمير بن هانئ من الحلية من وجهين عنه قوله الحمد لله و سبحان الله زاد في رواية كريمة و لا إله الا الله و كذا عند الإسماعيلي و النسائي و الترمذي و ابن ماجة و أبي نعيم في الحلية و لم تختلف الروايات في البخاري على تقديم الحمد على التسبيح لكن عند الإسماعيلي بالعكس و الظاهر أنه من تصرف الرواة لأن الواو لا تستلزم الترتيب (قوله و لا حول ولا قوة الا بالله) زاد النسائي و ابن ماجة و ابن السني العلي العظيم (قوله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا) كذا فيه بالشك و يحتمل أن تكون للتنويع و يؤيد الأول ما عند الإسماعيلي بلفظ ثم قال رب اغفر لي غفر له أو قال فدعا استجيب له شك الوليد و كذا عند أبي داود و ابن ماجة بلفظ غفر له قال الوليد أو قال دعا استجيب له و في رواية علي بن المديني ثم قال رب اغفر لي أو قال ثم دعا و اقتصر في رواية النسائي على الشق الأول (قوله استجيب) زاد الأصيلي له و كذا في الروايات الأخرى (قوله فإن توضأ قبلت) أي أن صلى و في رواية أبي ذر و أبي الوقت فإن توضأ و صلى و كذا عند الإسماعيلي و زاد في أوله فإن هو عزم فقام و توضأ و صلى و كذا في رواية علي بن المديني قال ابن بطال وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه و الاذعان له بالملك و الاعتراف بنعمة يحمده عليها و ينزهه عما لا يليق به بتسبيحه و الخضوع له بالتكبير و التسليم له بالعجز عن القدرة الا بعونه أنه إذا دعاه اجابه و إذا صلى قبلت صلاته فينبغي لمن بلغه هذا الحديث ان يغتنم العمل به و يخلص نيته لربه سبحانه و تعالى (قوله قبلت صلاته) قال ابن المنير في الحاشية وجه ترجمة البخاري بفضل الصلاة و ليس في الحديث الا القبول و هو من لوازم الصحة سواء كانت فاضلة أم مفضولة لأن
(٣٣)