عن هذه الرواية عين ولا أثر وإنما احتملوا ذلك لمناسبة قوله تعالى " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " في حق علي عليه السلام اتفاقا لقوله تعالى ههنا " الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى " ومناسبة ما ورد في حقه عليه السلام أيضا من قوله " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " لقوله " وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى " وأما سادسا فلأنه إن كان المراد بقوله تعالى " وما لأحد عنده من نعمة تجزى " أن لا يكون عنده نعمة يكافئ عليها أعم من يكون ذلك الأحد من الذين آتاهم شيئا أم لا فلا نسلم أن أبا بكر كان بهذه المثابة إذ الظاهر أنه لا يوجد شخص لا يكون لأحد في حقه حق نعمة من طعام أو شراب ونحوهما مع أن النبي صلى الله عليه وآله لم يسلم من ذلك لكونه في حجر تربية عمه أبي طالب رضي الله عنه ومع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحرض أصحابه على التحبب والاتحاد وأكل بعضهم من بيوت بعض والقول بأن مثل ذلك ليس نعمة تجزى مكابرة ظاهرة وغاية الأمر أن يكون جزاءه أقل ويرشد إلى ما ذكرنا قول الشاعر على طبق كلام أهل العرف في محاوراتهم شعر * حق نان ونمك تبه كردن * بشكند مرد را سرو گردن * * هر آنكس بتودارد حق آبى * فراموشش مكن در هيچ بابى وإن كان المراد به أن لا يكون عنده لأحد من الذين آتاهم النعمة نعمة تجزى كما هو الظاهر ويدل عليه سياق الآية أي لم يفعل الأتقى ما يفعل من إيتاء المال وإنفاقه في سبيل الله إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى فلا نسلم أنه لا يجوز أن يكون المراد به عليا عليه السلام خصوصا مع قيام القرائن والمناسبات التي مر ذكرها.
(٣٠٥)