عمر كان لا يرى بأسا فيما يكال يدا بيد واحدا باثنين إذا اختلف ألوانه * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن حماد بن أبي سليمان (1) عن النخعي. وعن رجل عن الحسن قالا جميعا: سلف ما يكال فيما يوزن ولا يكال. وسلف ما يوزن ولا يكال فيما يكال ولا يوزن * ومن طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن إبراهيم النخعي قال: ما كان من بيع واحد يكال مثلا بمثل فإذا اختلفت فزد وازدد يدا بيد، وإن كان شيئا واحدا يوزن فمثلا بمثل فإذا اختلف فزد وازدد يدا بيد * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كل شئ يوزن فهو يجرى مجرى الذهب والفضة وكل شئ يكال فهو يجرى مجرى البر. والشعير * فاما الرواية (2) عن عمر فمنقطعة. وعن الحسن كذلك، وأما قول عمار فغير موافق لقولهم لكنهم موهوا به لأنه (3) لا يخلو قوله:
الا ما كيل أو وزن من أن يكون استثناه من النساء الذي هو ربا أو يكون استثناء مما قال: إنه لا بأس به ما كان يدا بيد ولا سبيل إلى وجه ثالث، فإن كان استثناه من النساء الذي هو ربا فهو ضد مذهبهم عينا وموجب أنه لا ربا الا فيما يكال أو يوزن في النسيئة، فإن كان استثناه مما لا بأس به يدا بيد فهو أيضا ضد مذهبهم وموجب أنه لا يجوز ما كيل بما وزن يدا بيد، وأما الزيادة التي زادوها فلا يباع صنف منه بالصنف الآخر الا مثلا بمثل فهو ضد مذهبهم عيانا بكل حال، وأما قول ابن عمر فصحيح عنه وقد صح عنه خلافه كما ذكرنا في ذكرنا قول الشافعي فليس أحد قوليه بأولى من الآخر مع أنه ليس فيه كراهية التفاضل فيما يكال ولا يوافقه سائر أقوالهم وما وجدنا قولهم يصح عن أحد قبلهم الا عن النخعي. والزهري فقد فبطل كل ما موهوا به من الآثار، فان قالوا: لم ينص عليه السلام الا على مكيل. وموزون قلنا: ما الفرق بين هذا وبين من قال: لم ينص عليه السلام الا على مأكول أو ثمن، أو من قال: لم ينص عليه السلام الا على مقتات مدخر ومعدني وما يصلح به الطعام، أو من قال: لم ينص عليه السلام الا على ما يزكى وعلى مالح الطعم فقط، أو من قال: لم ينص عليه السلام الا على نبات. ومعدني. وجامد؟ فأدخل الربا في كل ما ينبت كالصبر وغير ذلك وأسقطه عن اللبن وما يتصرف منه وعن العسل.
واللحم. والسمك فليس بعض هذه الدعاوى أولى من بعض، وكل هذا إذا تعدى به ما ورد فيه النص فهو تعد لحدود الله تعالى، وما عجز رسول الله صلى الله عليه وسلم قط عن أن يبين لنا مراده وحاش له من أن يكلنا في أصعب الأشياء من الربا المتوعد فيه بنار جهنم في الآخرة والحرب به في الدنيا إلى هذه الكهانات الكاذبة. والظنون الآفكة ظلمات بعضها