____________________
فإنها ظاهرة في أن كلما صنعه النبي - ص - بأمر الله سبحانه في تلك الصحيحة أمور واجبة المراعاة على جميع المسلمين في وضوءاتهم، إذ لا يحتمل أن يكون ذلك من خصائص النبي - ص - وقد قدمنا أن الأخبار البيانية تدلنا على أن ما وجب على النبي - ص - في وضوءاته قد وجب على غيره من المسلمين أيضا وإن متابعته في ذلك لازمة فإن الله سبحانه لا يقبل وضوءا غيره إذا هذه الصحيحة تدلنا على أن المسلمين يجب أن يمسحوا رؤوسهم وأرجلهم بنداوة ماء الوضوء لأن الله سبحانه قد أوجب ذلك على النبي ص كما عرفت.
و (منها): صحيحة زرارة قال: قال أبو جعفر - ع - أن الله وتر يحب الوتر. فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات واحدة للوجه، واثنتان للذراعين، وتمسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من بلة يمناك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسراك ظهر قدمك اليسرى (* 1) لأن جملة وتمسح وإن كانت خبرية إلا أنها مستعملة في مقام الانشاء فتدلنا على وجوب كون المسح ببلة اليد هذا.
وقد يناقش في دلالتها باحتمال أن تكون جملة وتمسح معطوفة على فاعل يجزيك وهو ثلاث غرفات أي ويجزيك المسح ببلة يمناك، إذا تدلنا الصحيحة على أن المسح ببلة اليد مجزء في مقام الامتثال، لا أنه أمر واجب لا بدل له وهي - على هذا - موافقة لما ذهب إليه الإسكافي (قده) من جواز المسح بكل من بلة اليد والماء الجديد، ولا دلالة لها على تعين كون المسح بالبلة الباقية من ماء الوضوء كما هو مسلك المشهور.
و (يدفعه): أن الاضمار على خلاف الأصل والظهور، وذلك لأنه لا يمكن جعل و (تمسح): معطوفة على فاعل يجزئك إلا بتأويلها
و (منها): صحيحة زرارة قال: قال أبو جعفر - ع - أن الله وتر يحب الوتر. فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات واحدة للوجه، واثنتان للذراعين، وتمسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من بلة يمناك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسراك ظهر قدمك اليسرى (* 1) لأن جملة وتمسح وإن كانت خبرية إلا أنها مستعملة في مقام الانشاء فتدلنا على وجوب كون المسح ببلة اليد هذا.
وقد يناقش في دلالتها باحتمال أن تكون جملة وتمسح معطوفة على فاعل يجزيك وهو ثلاث غرفات أي ويجزيك المسح ببلة يمناك، إذا تدلنا الصحيحة على أن المسح ببلة اليد مجزء في مقام الامتثال، لا أنه أمر واجب لا بدل له وهي - على هذا - موافقة لما ذهب إليه الإسكافي (قده) من جواز المسح بكل من بلة اليد والماء الجديد، ولا دلالة لها على تعين كون المسح بالبلة الباقية من ماء الوضوء كما هو مسلك المشهور.
و (يدفعه): أن الاضمار على خلاف الأصل والظهور، وذلك لأنه لا يمكن جعل و (تمسح): معطوفة على فاعل يجزئك إلا بتأويلها