وروى عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شئ؟ قلت: نعم، قال:
هيه، فأنشدته بيتا، فقال: هيه، فأنشدته، حتى بلغت مائة بيت (1).
هيه، معناه الحث والاستزادة، وأصله أيه وإذا زجرت، قلت أيها، وإذا أغريت (2) قلت ويها، وإذا تعجبت قلت واها.
وروي أنه عليه السلام كان في وليمة، فسمع عجوزا تنشد:
أهدى لها (3) أكبشا تبجبج في المربد * زوجك ذا في الندى يعلم ما في غد قال محمد بن إدريس رحمه الله: أورد هذا جميعه شيخنا في مبسوطه (4)، وتبجبج، بالباء المنقطة، من تحتها نقطة واحدة، بالجيمين، وبالباء بين الجيمين، ومعناه تتفتق بالسمن، يقال بجها الكلاء، إذا فتقها بالسمن، فأوسع خواصرها، هكذا ذكره الجوهري في كتاب الصحاح (5) فضبطت ذلك لئلا يجرى فيه تصحيف، وقال صاحب كتاب البارع: تبحبح بحائين غير معجمتين، أي تتسع من السمن.
باب كيفية الشهادة وكيفية إقامتها وما في ذلك من الأحكام لا يجوز أن يمتنع الإنسان من الشهادة، إذا دعي إليها ليشهد، إذا كان من أهلها، إلا أن يكون حضوره مضرا بشئ من أمر الدين، أو بأحد من المسلمين.
وأما الأداء فإنه في الجملة أيضا من الفرائض، لقوله تعالى: " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه " (6) وقال: " ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا " (7).
وقد يستشهد بعض أصحابنا بهذه الآية الأخيرة على وجوب التحمل، وعلى