ومنها: أنه تحدث عمن نزلت بعض الآيات فيهم.
ومنها: أنه ذكر القراءات المشهورة، وأحيانا الشاذة.
ومنها: أنه توقف عند الآيات المنسوخة، والتي اختلف العلماء حولها أمنسوخة هي أم لا؟ وأورد أقوال العلماء في ذلك.
ومنها: أنه توقف بعض الأحيان عند تفسير آية ليذكر أقوال العرب فيها من ناحية إعراب بعض كلماتها، أو صرف بعضها ذاكرا وجوه الإعراب، رادا ذلك إلى علماء النحو الذين قالوا بها.
ومنها: أنه أورد في تفسير بعض الآيات، وشرح بعض مفرداتها أبياتا من الشعر، كما اعتمد الحديث النبوي في سبيل توضيح بعض النواحي.
ومنها: حيث تحدث عن القراءة أعاد القارئ في كثير من الأحيان إلى لهجات العرب واستعمالها مفردات اللغة، واختلافها فيها كقوله في تفسير الآية (66) من سورة الأنفال في تفسير كلمة (ضغفا) " وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي بضم الضاد. وقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد. وكذلك خلافهم في (الروم). قال الفراء: الضم لغة قريش، والفتح لغة تميم ".
ومنها: رده كل قول إلى مصدره فاعتمد على علماء اللغة ومنهم أبو عبيدة والخليل بن أحمد الفراهيدي، وعلى النحاة ومنهم: الزجاج والكسائي والأخفش ومحمد بن القاسم النحوي، وعلى القراء ومنهم: الفراء، وأبو عمرو، والجحدري، وابن كثير، وعاصم وغيرهم.
بهذه الميزات، إضافة إلى أسلوب ابن الجوزي السلس المتين، السهل الممتنع لقي زاد المسير عناية من جاء بعد مؤلفه وما زال يلقى حتى يوما هذا، وسيبقى منارا من المنارات التي تضئ الطريق، وترشد إلى معرفة معاني كتاب الله سبحانه لمن أراد الهدى والرشاد والصلاح والتقوى..
عملنا في الكتاب نظر لأن زاد المسير عماد في تفسير القرآن الكريم، ونافذة مضيئة من نوافذه، وأحد كتب التفسير التي تحتل المكانة المرموقة بين هذه الأسفار الكثيرة التي ألفت في هذا العلم. لأنه جاء وسطا بين التفاسير الطويلة والمختصرة الشديدة الاختصار، فقد وجدنا اخراج طبعة جديدة لهذا السفر المفيد في التفسير وقد اعتمدنا لطبعتنا هذه المخطوطات التالية:
1 - نسخة استامبول.
كتبت بخط جيد، ينقصها الإعجام أحيانا.
الجزء الأول: عدد أوراقه 330 وتاريخ النسخ 596 وكتب في حقل الملاحظات لهذه النسخة هي نسخة المؤلف.
الجزء الثاني: عدد أوراقه 240 وتاريخ النسخ 759.
الجزءان الثالث والرابع غير موجدين.