قوله [تعالى]: (ولكن ليطمئن قلبي) " اللام " متعلقة بفعل مضمر، تقديره: ولكن سألتك ليطمئن، أو أرني ليطمئن قلبي، ثم في المعنى أربعة أقوال:
أحدها: لأعلم انك تجيبني إذا دعوتك، قاله ابن عباس.
والثاني: ليزداد قلبي يقينا، قاله سعيد بن جبير. وقال الحسن: كان إبراهيم موقنا، ولكن ليس الخبر كالمعاينة.
والثالث: ليطمئن قلبي بالخلة، روي عن ابن جبير أيضا.
والرابع: أنه كان قلبه متعلقا برؤية إحياء الموتى، فأراد: ليطمئن قلبه بالنظر، قاله ابن قتيبة.
وقال غيره: كنت نفسه تائقة إلى رؤية ذلك، وطالب الشئ قلق إلى أن يظفر بطلبته، يدل على أنه لم يسأل لشك، أنه قال: (أرني كيف تحيي الموتى) وما قال: هل تحيي الموتى؟
قوله [تعالى]: (فخذ أربعة من الطير) في الذي أخذ سبعة أقوال:
أحدها: أنها الحمامة، والديك، والكركي، والطاووس، رواه عبد الله بن هبيرة عن ابن عباس.
والثاني: أنها الطاووس، والديك، والدجاجة السندية، والأوزة، رواه الضحاك عن ابن عباس. وفي لفظ آخر، رواه الضحاك مكان الدجاجة السندية الرأل، وهو فرخ النعام.
والثالث: أنها الشعانين، وكانت قرباهم يومئذ، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والرابع: أنها الطاووس، والنسر، والغراب. والديك، نقل عن ابن عباس أيضا.
والخامس: أنها الديك، والطاووس والغراب، والحمام، قاله عكرمة، ومجاهد، وعطاء وابن جريج، وابن زيد.
والسادس: أنها ديك، وغراب، وبط، وطاووس، رواه ليث عن مجاهد.
والسابع: أنها الديك، والبطة، والغراب، والحمامة، قاله مقاتل. وقال عطاء الخراساني:
أوحى الله إليه أن خذ بطة وغرابا أسود، وحمامة بيضاء، وديكا أحمر.
قوله [تعالى]: (فصرهن إليك) قرأ الجمهور بضم الصاد، والمعنى: أملهن إليك، يقال:
صرت الشئ فانصار، أي: أملته فمال، وأنشدوا:
الله يعلم أنا في تلفتنا * يوم الفراق إلى جيراننا صور فمعنى الكلام: أجمعهن إليك. (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فيه إضمار قطعهن.