(167) ما جاء في القسامة (1) حدثنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن القسامة كانت في الجاهلية، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم في قتيل من الأنصار وجد في جب اليهود، قال: فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهود فكلفهم قسامة خمسين، فقالت اليهود: لن نحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار: (أفتحلفون)؟ فأبت الأنصار أن تحلف، فأغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود ديته لأنه قتل بين أظهرهم.
(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: دعاني عمر بن عبد العزيز فسألني عن القسامة فقال: قد بدا لي أن أردها، إن الأعرابي يشهد والرجل الغائب يجئ فيشهد، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنك لن تستطيع ردها، قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده.
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن قتادة أن سليمان ابن يسار حدثه أن عمر بن عبد العزيز قال: ما رأيت مثل القسامة قط أقيد بها والله يقول:
(وأشهدوا ذوي عدل منكم) وقالت الأسباط: (وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) وقال الله: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) وقال سليمان بن يسار: القسامة حق، قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج رجل منهم، ثم خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هم بصاحبهم يتشحط في دمه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قتلتنا اليهود - وسموا رجلا منهم ولم تكن بينة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شاهدان من غيركم حتى أدفعه إليكم برمته). فقالوا: يا رسول الله! إنا نكره أن نحلف على غيب، فأراد نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ قسامة اليهود بخمسين منهم، فقالت الأنصار: يا رسول الله! إن اليهود لا يبالون الحلف متى ما نقبل هذا منهم يأتون على آخرنا، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده.