فأجلسه على السرير ثم قال ما ركعتان يصليهما الناس بعد العصر قال ذلك ما يعني به الناس ابن الزبير فأرسل إلى ابن الزبير فسأله فقال أخبرتني بذلك عائشة فأرسل إلى عائشة فقالت أخبرتني أم سلمة فأرسل إلى أم سلمة فانطلقت مع الرسول فذكر القصة و اسم الرسول المذكور كثير ابن الصلت سماه الطحاوي بإسناد صحيح إلى أبي سلمة أن معاوية قال و هو على المنبر لكثير بن الصلت أذهب إلى عائشة فاسألها فقال أبو سلمة فقمت معه و قال ابن عباس لعبد الله بن الحرث أذهب معه فجئناها فسألناها فذكره (قوله تصلينهما) في رواية الكشميهني تصليهما بحذف النون و هو جائز قوله و قال ابن عباس كنت اضرب الناس مع عمر عنها) أي لأجلها في رواية الكشميهني عنه و كذا في قوله نهى عنها و كأنه ذكر الضمير على إرادة الفعل و هذا موصول بالإسناد المذكور و قد روى ابن أبي شيبة من طريق الزهري عن السائب هو ابن يزيد قال رأيت عمر يضرب المنكدر على الصلاة بعد العصر (قوله قال كريب) هو موصول بالإسناد المذكور (قوله فقالت سل أم سلمة) زاد (3) مسلم في روايته من هذا الوجه فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة و في رواية أخرى للطحاوي فقالت عائشة ليس عندي و لكن حدثتني أم سلمة (قوله ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر ثم دخل علي) أي فصلاهما حينئذ بعد الدخول و في رواية مسلم ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم دخل عندي فصلاهما (قوله من بني حرام) بفتح المهملتين (قوله فأرسلت إليه الجارية) لم اقف على اسمها و يحتمل أن تكون بنتها زينب لكن في رواية المصنف في المغازي فأرسلت إليه الخادم (قوله فقال يا ابنة أبي أمية) هو والد أم سلمة و اسمه حذيفة و قيل سهيل بن المغيرة المخزومي (قوله عن الركعتين) أي اللتين صليتهما الآن (قوله و أنه أتاني ناس من عبد القيس) زاد في المغازي بالإسلام من قومهم فشغلوني و للطحاوي من وجه آخر قدم على قلائص من الصدقة فنسيتهما ثم ذكرتهما فكرهت أن اصليهما في المسجد و الناس يرون فصليتهما عندك و له من وجه آخر فجاءني مال فشغلني و له من وجه آخر قدم على وفد من بني تميم أو جاءتني صدقة و قوله من بني تميم و هم و إنما هم من عبد القيس ثم و كأنهم حضروا معهم بمال المصالحة من أهل البحرين كما سيأتي في الجزية من طريق عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه و سلم كان صالح أهل البحرين و أمر عليهم العلاء بن الحضرمي و أرسل أبا عبيدة فأتاه بجزيتهم و يؤيده أن في رواية عبد الله بن الحرث المتقدم ذكرها أنه كان بعث ساعيا و كان قد أهمه شأن المهاجرين و فيه فقلت ما هاتان الركعتان فقال شغلني أمر الساعي (قوله فهما هاتان) في رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة عند الطحاوي من الزيادة فقلت أمرت بهما فقال لا و لكن كنت أصليهما بعد الظهر فشغلت عنهما فصليتهما الآن و له من وجه آخر عنها لم أره صلاهما قبل و لا بعد لكن هذا لا ينفي الوقوع فقد ثبت في مسلم عن أبي سلمة انه سأل عائشة عنهما فقالت كان يصليهما قبل العصر فشغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما و كان إذا صلى صلاة أثبتها أي داوم عليها و من طريق عروة عنها ما ترك ركعتين بعد العصر عندي قط و من ثم اختلف نظر العلماء فقيل تقضى الفوائت في أوقات الكراهة لهذا الحديث و قيل هو خاص بالنبي صلى الله عليه و سلم و قيل هو خاص بمن وقع له نظير ما وقع له و قد تقدم البحث في ذلك مبسوطا في أواخر المواقيت و في الحديث من الفوائد سوى
(٨٥)