لأن القيراط لا يحصل الا لمن أتبع و صلى أو أتبع و شيع و حضر الدفن لا لمن اتبع مثلا و شيع ثم انصرف بغير صلاة كما سيأتي بيان الحجة لذلك في الباب الذي يليه و ذلك لأن الأتباع إنما هو وسيلة لأحد مقصودين أما الصلاة و أما الدفن فإذا تجردت الوسيلة عن المقصد لم يحصل المرتب على المقصود و أن كان يرجى أن يحصل لفاعل ذلك فضل ما بحسب نيته و روى سعيد بن منصور من طريق مجاهد قال أتباع الجنازة أفضل النوافل و في رواية عبد الرزاق عنه أتباع الجنازة أفضل من صلاة التطوع (قوله و قال زيد بن ثابت إذا صليت فقد قضيت الذي عليك) وصله سعيد بن منصور من طريق عروة عنه بلفظ إذا صليتم على الجنازة فقد قضيتم ما عليكم فخلوا بينها و بين أهلها و كذا أخرجه عبد الرزاق لكن بلفظ إذا صليت على جنازة فقد قضيت ما عليك و وصله ابن أبي شيبة من هذا الوجه بلفظ الأفراد و معناه فقد قضيت حق الميت فإن أردت الأتباع فلك زيادة أجر (قوله و قال حميد بن هلال ما علمنا على الجنازة أذنا و لكن من صلى ثم رجع فله قيراط) لم أره موصولا عنه قال الزين بن المنير مناسبته للترجمة استعارة بان الأتباع إنما هو لمحض ابتغاء الفضل و أنه لا يجري مجرى قضاء حق أولياء الميت فلا يكون لهم فيه حق ليتوقف الانصراف قبله على الاذن منهم (قلت) و كان البخاري أراد الرد على ما أخرجه عبد الرزاق من طريق عمرو بن شعيب عن أبي هريرة قال أميران و ليسا بأميرين الرجل يكون مع الجنازة يصلي عليها فليس له أن يرجع حتى يستأذن وليها الحديث و هذا منقطع موقوف و روى عبد الرزاق مثله من قول إبراهيم و أخرجه ابن أبي شيبة عن المسور من فعله أيضا و قد ورد مثله مرفوعا من حديث جابر أخرجه البزار بإسناد فيه مقال و أخرجه العقيلي في الضعفاء من حديث أبي هريرة مرفوعا بإسناد ضعيف و روى أحمد من طريق عبد الله بن هرمز عن أبي هريرة مرفوعا من تبع جنازة فحمل من علوها وحثى في قبرها و قعد حتى يؤذن له رجع بقيراطين و إسناده ضعيف و الذي عليه معظم أئمة الفتوى قول حميد بن هلال و حكى عن مالك أنه لا ينصرف حتى يستأذن (قوله حدث ابن عمر) كذا في جميع الطرق حدث بضم المهملة على البناء للمجهول و لم اقف في شئ من الطرق عن نافع على تسمية من حدث ابن عمر عن أبي هريرة بذلك و قد أورده أصحاب الأطراف و الحميدي في جمعه في ترجمة نافع عن أبي هريرة و ليس في شئ من طرقه ما يدل على أنه سمع منه و أن كان ذلك محتملا و وقفت على تسمية من حدث ابن عمر بذلك صريحا في موضعين أحدهما في صحيح مسلم و هو خباب بمعجمة و موحدتين الأولى مشددة و هو أبو السائب المدني صاحب المقصورة قيل إن له صحبة و لفظه من طريق داود بن عامر بن سعد عن أبيه أنه كان قاعدا عند عبد الله بن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله بن عمر الا تسمع ما يقول أبو هريرة فذكر الحديث و الثاني في جامع الترمذي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكر الحديث قال أبو سلمة فذكرت ذلك لابن عمر فأرسل إلى عائشة (قوله إن أبا هريرة يقول من تبع) كذا في جميع الطرق لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه و سلم و كذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إبراهيم بن راشد عن أبي النعمان شيخ البخاري فيه لكن أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن مهدي بن الحرث عن موسى بن إسماعيل و عن أبي أمية عن أبي النعمان و عن التستري عن شيبان ثلاثتهم عن جرير بن حازم عن نافع قال قيل لابن عمر أن أبا هريرة يقول سمعت رسول
(١٥٥)