سوى هذا الحديث و حديثين آخرين في التفسير (قوله حدثني يحيى بن حسان) هو التنيسي أدركه البخاري و لم يقله لأنه مات قبل أن يدخل مصر و قد روى عنه الشافعي مع جلالته و مات قبله بمدة فوقع للحسن و نظير ما وقع لشيخه من رواية إمام عظيم الشأن عنه ثم يموت قبله (قوله حدثنا قريش هو ابن حيان) هو بالقاف و المعجمة و أبوه بالمهملة و التحتانية بصري يكنى أبا بكر (قوله على أبي سيف) قال عياض هو البراء بن أوس و أم سيف زوجته هي أم بردة و اسمها خولة بنت المنذر (قلت) جمع بذلك بين ما وقع في هذا الحديث الصحيح و بين قول الواقدي فيما رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن يعقوب بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال لما ولد له إبراهيم تنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه فدفعه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار و زوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد من بني عدي بن النجار أيضا فكانت ترضعه و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيه في بني النجار انتهى و ما جمع به غير مستبعد إلا أنه لم يأت عن أحد من الأئمة التصريح بأن البراء بن أوس يكنى أبا سيف و لا أن أبا سيف يسمى البراء بن أوس (قوله القين) بفتح القاف و سكون التحتانية بعدها نون هو الحداد و يطلق على كل صانع يقال فإن الشئ إذا أصلحه (قوله ظئرا) بكسر المعجمة و سكون التحتانية المهموزة بعدها راء أي مرضعا و أطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة و أصل الظئر من ظأرت الناقة إذا عطفت على غير ولدها فقيل ذلك للتي ترضع غير ولدها و أطلق ذلك على زوجها لأنه يشاركها في تربيته غالبا (قوله لإبراهيم) أي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بذلك في رواية سليمان بن المغيرة المعلقة بعد هذا و لفظه عند مسلم في أوله ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتبعته فانتهى إلى أبي سيف و هو ينفخ بكيره و قد امتلأ البيت دخانا فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم و لمسلم أيضا من طريق عمرو بن سعيد عن أنس ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة و كان ينطلق و نحن معه فيدخل البيت و إنه ليدخن و كان ظئره قينا (قوله و إبراهيم يجود بنفسه) أي يخرجها و يدفعها كما يدفع الإنسان ماله و في رواية سليمان يكيد قال صاحب العين أي يسوق بها و قيل معناه يقارب بها الموت و قال أبو مروان بن سراج قد يكون من الكيد و هو القئ يقال منه كاد يكيد شبه تقلع نفسه عند الموت بذلك (قوله تذرفان) بذال معجمة و فاء أي يجري دمعهما (قوله وأنت يا رسول الله) قال الطيبي فيه معنى التعجب و الواو تستدعي معطوفا عليه أي الناس لا يصبرون على المصيبة و أنت تفعل كفعلهم كأنه تعجب لذلك منه مع عهده منه أنه يحث على الصبر و ينهى عن الجزع فأجابه بقوله إنها رحمة أي الحالة التي شاهدتها مني هي رقة القلب على الولد لا ما توهمت من الجزع انتهى و وقع في حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه فقلت يا رسول الله تبكي أو لم تنه عن البكاء و زاد فيه إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو و لعب و مزامير الشيطان و صوت عند مصيبة خمش و جوه و شق جيوب و رنة شيطان قال إنما هذا رحمة و من لا يرحم لا يرحم و في رواية محمود بن لبيد فقال إنما أنا بشر و عند
(١٣٩)