الإسماعيلي من طريق عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة و هو أخو إسحق المذكور عن أنس و أخرجه البخاري و مسلم من طريق أنس بن سيرين و محمد بن سعد من طريق حميد الطويل كلاهما عن أنس و أخرجه مسلم و ابن سعد أيضا و ابن حبان و الطيالسي من طرق عن ثابت عن أنس أيضا و في رواية بعضهم ما ليس في رواية بعض و سأذكر ما في كل من فائدة زائدة إن شاء الله تعالى (قوله اشتكى ابن لأبي طلحة) أي مرض و ليس المراد أنه صدرت منه شكوى لكن لما كان الأصل أن المريض يحصل منه ذلك استعمل في كل مرض لكل مريض و الابن المذكور هو أبو عمير الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يمازحه و يقول له يا أبا عمير ما فعل النغير كما سيأتي في كتاب الأدب بين ذلك ابن حبان في روايته من طريق عمارة بن ذاذان عن ثابت و زاد من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت في أوله قصة تزويج أم سليم بأبي طلحة بشرط أن يسلم و قال فيه فحملت فولدت غلاما صبيحا فكان أبو طلحة يحبه حبا شديدا فعاش حتى تحرك فمرض فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا حتى تضعضع و أبو طلحة يغدو و يروح على رسول الله صلى الله عليه و سلم فراح روحة فمات الصبي فأفادت هذه الرواية تسميه امرأة أبي طلحة و معنى قوله و أبو طلحة خارج أي خارج البيت عند النبي صلى الله عليه و سلم في أواخر النهار و في رواية الإسماعيلي كان لأبي طلحة ولد فتوفي فأرسلت أم سليم أنسا يدعو أبا طلحة و أمرته أن لا يخبره بوفاة ابنه و كان أبو طلحة صائما (قوله هيأت شيئا) قال الكرماني أي أعدت طعاما لأبي طلحة و أصلحته و قيل هيأت حالها و تزينت (قلت) بل الصواب أن المراد أنها هيأت أمر الصبي بأن غسلته و كفنته كما ورد في بعض طرقه صريحا ففي رواية أبو داود الطيالسي عن مشايخه عن ثابت فهيأت الصبي و في رواية حميد عند ابن سعد فتوفي الغلام فهيأت أم سليم أمره و في رواية عمارة بن ذاذان عن ثابت فهلك الصبي فقامت أم سليم فغسلته و كفنته و حنطته و سجت عليه ثوبا (قوله و نحته في جانب البيت) أي جعلته في جانب البيت و في رواية جعفر عن ثابت فجعلته في مخدعها (قوله هدأت) بالهمز أي سكنت و نفسه بسكون الفاء كذا للأكثر و المعنى أن النفس كانت قلقة منزعجة بعارض المرض فسكنت بالموت و ظن أبو طلحة أن مرادها أنها سكنت بالنوم لوجود العافية و في رواية أبي ذر هدأ نفسه بفتح الفاء أي سكن لأن المريض يكون نفسه عاليا فإذا زال مرضه سكن و كذا إذا مات و وقع في رواية أنس بن سيرين هو أسكن ما كان و نحوه في رواية جعفر عن ثابت و في رواية معمر عن ثابت أمسى هادئا و في رواية حميد بخير ما كان و معانيها متقاربة (قوله و أرجو أن يكون قد استراح) لم تجزم بذلك على سبيل الأدب و يحتمل أنها لم تكن علمت أن الطفل لا عذاب عليه ففوضت الأمر إلى الله تعالى مع وجود رجائها بأنه استراح من نكد الدنيا (قوله و ظن أبو طلحة أنها صادقة) أي بالنسبة إلى ما فهمه من كلامها و إلا فهي صادقة بالنسبة إلى ما أرادت (قوله فبات) أي معها (فلما أصبح اغتسل) فيه كناية عن الجماع لأن الغسل إنما يكون في الغالب منه و قد وقع التصريح بذلك في غير هذه الرواية ففي رواية أنس بن سيرين فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها و في رواية عبد الله بن عبد الله ثم تعرضت له فأصاب منها و في رواية حماد عن ثابت ثم تطيبت زاد جعفر عن ثابت فتعرضت له حتى وقع بها و في رواية سليمان عن ثابت ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها (قوله فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات)
(١٣٦)