عذب بما ندب به و من كان يعرف من أهله النياحة فأهمل نهيهم عنها فإن كان راضيا بذلك التحق بالأول و أن كان غير راض عذب بالتوبيخ كيف أهمل النهي و من سلم من ذلك كله و احتاط فنهى أهله عن المعصية ثم خالفوه و فعلوا ذلك كان تعذيبه تألمه بما يراه منهم من مخالفة أمره و اقدامهم على معصية ربهم و الله تعالى أعلم بالصواب و حكى الكرماني تفصيلا آخر و حسنه و هو التفرقة بين حال البرزخ و حال يوم القيامة فيحمل قوله تعالى و لا تزر وازرة وزر أخرى على يوم القيامة و هذا الحديث و ما أشبهه على البرزخ و يؤيد ذلك أن مثل ذلك يقع في الدنيا و الإشارة إليه بقوله تعالى و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فإنها دالة على جواز وقوع التعذيب على الإنسان بما ليس له فيه تسبب فكذلك يمكن أن يكون الحال في البرزخ بخلاف يوم القيامة و الله أعلم ثم أورد المصنف في الباب خمسة أحاديث الأول حديث أسامة (قوله حدثنا عبدان و محمد) هو ابن مقاتل و عبد الله هو ابن المبارك (قوله عن أبي عثمان) هو النهدي كما صرح به في التوحيد من طريق حماد عن عاصم و في رواية شعبة في أواخر الطب عن عاصم سمعت أبا عثمان (قوله أرسلت بنت النبي صلى الله عليه و سلم) هي زينب كما وقع في رواية أبي معاوية عن عاصم المذكور في مصنف ابن أبي شيبة (قوله أن ابنا لي) قيل هو علي بن أبي العاص ابن الربيع وهو من زينب كذا كتب الدمياطي بخطه في الحاشية و فيه نظر لأنه لم يقع مسمى في شئ من طرق هذا الحديث و أيضا فقد ذكر الزبير بن بكار و غيره من أهل العلم بالأخبار أن عليا المذكور عاش حتى ناهز الحلم و أن النبي صلى الله عليه و سلم أردفه على راحلته يوم فتح مكة و مثل هذا لا يقال في حقه صبي عرفا و أن جاز من حيث اللغة و وجدت في الأنساب للبلاذري أن عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبي صلى الله عليه و سلم لما مات وضعه النبي صلى الله عليه و سلم في حجره و قال إنما يرحم الله من عباده الرحماء و في مسند البزار من حديث أبي هريرة قال ثقل ابن لفاطمة فبعثت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر نحو حديث الباب و فيه مراجعة سعد بن عبادة في البكاء فعلى هذا فالابن المذكور محسن ابن علي بن أبي طالب و قد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيرا في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فهذا أولى أن يفسر به الابن أن ثبت أن القصة كانت لصبي و لم يثبت أن المرسلة زينب لكن الصواب في حديث الباب أن المرسلة زينب و أن الولد صبية كما ثبت في مسند أحمد عن أبي معاوية بالسند المذكور و لفظه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بأمامة بنت زينب زاد سعدان بن نصر في الثاني من حديثه عن أبي معاوية بهذا الإسناد و هي لأبي العاص بن الربيع و نفسها تقعقع كأنها في شن فذكر حديث الباب و فيه مراجعة سعد بن عبادة و هكذا أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه عن سعدان و وقع في رواية بعضهم أميمة بالتصغير و هي إمامة المذكورة فقد اتفق أهل العلم بالنسب أن زينب لم تلد لأبي العاص إلا عليا و أمامه فقط و قد استشكل ذلك من حيث أن أهل العلم بالأخبار اتفقوا على أن أمامة بنت أبي العاص من زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم عاشت بعد النبي صلى الله عليه و سلم حتى تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة ثم عاشت عند علي حتى قتل عنها و يجاب بأن المراد بقوله في حديث الباب أن ابنا لي قبض أي قارب أن يقبض و يدل على ذلك أن في رواية حماد أرسلت تدعوه إلى ابنها في الموت و في رواية شعبة أن ابنتي قد حضرت و هو عند أبي داود من طريقه أن
(١٢٤)